"بهدوء"، قرأت سلسلة مقالات للراحل ناهض حتّر، مقالات مليئة بالسياسة والتحليل و"القتال"... عنوان المقالات يبدأ بـبهدوء، ومقالات-كلمات ناهض ليست هادئة إطلاقاً.
ثمة شيء ما حقيقي وقوي يربطني بهذا الرجل-الشهيد، الذي عرفتهُ في يوم إغتياله. لماذا نعرف الناس بعد موتهم؟ نعرفهم بشكلهم الحقيقي، ونبدأ رحلة العيش في بقاياهم، ندرسها... نُحاول فهم كلماتهم وأفكارهم، يعيشون معنا كفكرة سماوية، إنبثقت عند لحظة تجاوزهم أيامهم على هذه الأرض كأحياء، في تلك اللحظة، لحظة موت الجسد تُولد الفكرة.
في الصباح أشتهي بعد تضوري شوقاً، لقراءة ناهض، كلماته التي اقرأها من موقعه، كأنها سلوى تُعزيني من شعوري المرير والعميق بالأغتراب في هذا الواقع...
فجأة أشعر بضرورة فكرة ناهض. فجأة أشتمُّ روائح الأفكار الثورية-الغاضبة، روائح قويّة وصاخبة، لها صوت واضح وتطير بي - حقيقةً لا مجازًا- لجنوب لبنان حيثُ نصر الله وجنود المُقاومة الذين تخندقوا في الجبهات السورية، جنباً إلى جنب مع جيش سورية العنيد في مواجهة فوضى الرايات السوداء وبربرية أبناء الموت والخراب،
تأخذني للبتراء النبطية، حيث الدولة التي صُنعت من الجبال، للأردن التاريخي لدولة غسان ومؤاب وقلعة الكرك، ومشروع الدولة الأردنية التاريخية... ولدمشق عند ناهض خصوصية عروبية-مشرقية. دمشق-القلعة العالية، والتي تحميها الأرواح، حتى لا تنهار العروبة، في ظلام الإمبريالية والرجعية...
.....
الآن، جلستُ على مقعد خشبي.
إنتهى يوم دراسي مليء بالضجر والغضب الدفين والسعادة التي رأيتها ترتسم على وجنتيّ حبيبتي.
كم هو عالمنا غريب؟
من مكاني هذا أرى الأشياء تتلون بالرحيل الأصفر. المساء دائماً حزين وفاتن، وأُريد أن أبقى هُنا، في هذا المكان... حسناً هذه رغبة أخرى مُستحيلة.
بدأت الكتابة في الصباح، وها أنا أكادُ أنتهي منها، لا أدري... لماذا تنتهي الأشياء؟
كهذا اليوم مثلاً، وككُل الأشياء التي تبدأ.
ثمة شيء ما حقيقي وقوي يربطني بهذا الرجل-الشهيد، الذي عرفتهُ في يوم إغتياله. لماذا نعرف الناس بعد موتهم؟ نعرفهم بشكلهم الحقيقي، ونبدأ رحلة العيش في بقاياهم، ندرسها... نُحاول فهم كلماتهم وأفكارهم، يعيشون معنا كفكرة سماوية، إنبثقت عند لحظة تجاوزهم أيامهم على هذه الأرض كأحياء، في تلك اللحظة، لحظة موت الجسد تُولد الفكرة.
في الصباح أشتهي بعد تضوري شوقاً، لقراءة ناهض، كلماته التي اقرأها من موقعه، كأنها سلوى تُعزيني من شعوري المرير والعميق بالأغتراب في هذا الواقع...
فجأة أشعر بضرورة فكرة ناهض. فجأة أشتمُّ روائح الأفكار الثورية-الغاضبة، روائح قويّة وصاخبة، لها صوت واضح وتطير بي - حقيقةً لا مجازًا- لجنوب لبنان حيثُ نصر الله وجنود المُقاومة الذين تخندقوا في الجبهات السورية، جنباً إلى جنب مع جيش سورية العنيد في مواجهة فوضى الرايات السوداء وبربرية أبناء الموت والخراب،
تأخذني للبتراء النبطية، حيث الدولة التي صُنعت من الجبال، للأردن التاريخي لدولة غسان ومؤاب وقلعة الكرك، ومشروع الدولة الأردنية التاريخية... ولدمشق عند ناهض خصوصية عروبية-مشرقية. دمشق-القلعة العالية، والتي تحميها الأرواح، حتى لا تنهار العروبة، في ظلام الإمبريالية والرجعية...
.....
الآن، جلستُ على مقعد خشبي.
إنتهى يوم دراسي مليء بالضجر والغضب الدفين والسعادة التي رأيتها ترتسم على وجنتيّ حبيبتي.
كم هو عالمنا غريب؟
من مكاني هذا أرى الأشياء تتلون بالرحيل الأصفر. المساء دائماً حزين وفاتن، وأُريد أن أبقى هُنا، في هذا المكان... حسناً هذه رغبة أخرى مُستحيلة.
بدأت الكتابة في الصباح، وها أنا أكادُ أنتهي منها، لا أدري... لماذا تنتهي الأشياء؟
كهذا اليوم مثلاً، وككُل الأشياء التي تبدأ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق