في قصة الحسناء حبيسة البرج "رابونزل"، تلك الحسناء ذات الضفيرة الطويلة بشكل مُبالغ فيه، حَسنًا تلك الضفيرة بطول البرج أو أقصر قليلًا، في كل يوم تقوم الحسناء بإلقاء ضفيرتها من شرفة البرج، علَّ الساحرة التي إختطفتها تزورها، في كلّ مرة تزورها بالفعل وتتركها وحيدة، تتمنى أن تتكرر الزيارة مرات ومرات.
هي فتاة حتمًا تُعاني من "مُتلازمة ستوكهولم"، فخاطفها هو عالمها، وفي أحد الأيام زارها الأمير الوسيم، وقام بإنقاذها من أسرها، ولن أستعمل مُصطلح "حرّرها"، لأن الحُرية إختيارٌ ذاتيّ..
هي نسخة تُجسد العقلية الذكورية، حيث المرأة سلبيّة وضعيفة، وللرجل البطولة الكاملة، من منظوري الشخصي لم تكن قصة "رابونزل" جميلة بأيّ شكل من الأشكال.
الأميرة ضعيفة، وخانعة، وعاجزة، أمنيتها الواحدة والوحيدة هي قدوم "المُخلّص".
ولأنها كذلك وبحسب منظوري الشخصي، كانت القصة مُملة جدًا، وليست سوى مشاهد مكرورة، أبطالها وادوارهم جاهزة، سلبيّة الشخصية الانثوية في قصة "رابونزل" وغيرها تُفقدني هدوءي وتستحثُّ في وجداني تساؤلات كثيرة.
على النقيض من ذلك وفي نفس قصة "رابونزل"، ولكن هذه المرة على شاشة السينما في فيلم "Tangled" ديزني، استطاعت شركة إنتاج الأفلام "خَلق" رابونزل جديدة، ذات روح حيوية عالية، فجعلت من الأميرة الحسناء، فتاة ذات شخصية كثيرة الفضول والحيوية، وبالرغم من أنها حتى في نسخة ديزني كانت مسجونة في البرج، إلّا أنها إستغلّت كل لحظة من وجودها هناك في كشف أسرار العالم واكتشاف خبايا شخصيتها وذاتها، فهي رسّامة وقارئة وطبّاخة وخيّاطة وخبّازة وتتعهد المكان بالعناية، والتجميل، بالفعل ديزني جعلت من الفتاة السلبيّة، فتاةً رائعة، وناشطة، ومُبدعة، وفاعلة، ومُتوثبة، جعلته منها فتاةً مُبادرة وتخطيط لتحريرها من سجنها، ومُغادرة البرج المحبوسة فيه، فالشاب الذي إستطاع التسلل إلى البرج، وبالرغم من أنه لصٌ ومُعتدي، اجبرته على إخراجها معه من البرج، حتى تكشف خبايا العالم الخارجي الذي كان مُحرمًا عليها.
في مقطع من الفيلم بنسخة ديزني، تقول الفتاة للساحرة الشريرة:"لقد كنتِ مُخطئة بشأني، وبشأن العالم أيضًا"، لم أكن أعي تمامًا لماذا أنا مُتعلقٌ لهذه الدرجة بهذا الفيلم، إلّا عندما إنتبهت لذلك المقطع.
خرجت رابونزل من سجنها العالي، عندما ثارت على الساحرة وقيودها، عندما تخلصت من إفتراضها بأن العالم شرير وهي غير مُهيئة بعد للعيش فيه، كانت حريتها الذهنية/الفكرية سابقة لتحررها من قيدها، والبرج الذي حُبست فيه لا تدري لماذا!.
تلك المشاهد تستطيع بدون مُبالغة إسقاطها على كل إمرأة، في مشارق الأرض ومغاربها، حيث تتم تربيتهُنّ على مخاوف وعُقد، مثل:"العالم يخوّف وليس له أمان!، الرجال ذئاب بشرية البنت دُرة ثمينة يجب على أصحابها تخبئتها، الأنثى بطبيعتها ضعيفة..الخ".
يتعلمن الخوف منذ نعومة أظافرهنّ، ويتم حبسهنّ في أبراج بلا أبواب، لينتظرن المُخلصين، الأمير وفارس الأحلام المُنتظر، وما هو إلا سجانٌ جديد، يأخذ دور سابقه.
لقد "وسّخوا" البراءة بالخمود، ونصبّوا نموذج الفتاة "الرابونزلي" هو إنموذج للفتاة الفاضلة، وصار الشرف مُقترن بالجهل.
أخطئتم جدًا بحقّهنّ، وبحقّ العالم أجمع، كم من إمراةٍ قالتها.. تسائلت في أعماقها، في أيّ مرحلة من حياتها؟!
هذا العالم مليء بالأبراج، ونسخ مكررة من رابونزل، ويقلُّ فيه عدد الأمراء بشكل مُتزايد، ولكن هُناك من تشابهنُّ ورابونزل ديزني، فعملن على إعادة أو إصلاح علاقتهن والعالم الخارجي، وقُمنّ بخلق ذواتهنّ والكشف عن ندائهنّ الذاتيّ، نعم أبدعت المرأة في إعادة صياغة الجمال والإصرار على ذلك، حتى وإن لم تستطع ترك أبراج العائلة والقبيلة والمُجتمع والعادات والتقاليد، ومنهنّ من صنع للبرج نوافذ أوسع، وطُرق سرية وخاصة للوصول إلى العالم، وهناك الكثير لا ينتظرنّ مُخلصهنّ، بل وغادرن تلك الأبراج بلا رجعة، فالمرأة بكل أحوالها مُناضلة، تستمر في المواجهات والمُحاولات الحثيثة..
في الفيلم كانت حرية الفتاة من سجنها، مرهونةً بحلاقة شعرها الطويل ذو اللون الذهبي والقُدرات الخارقة، بمعنى آخر، كانت تحتاج فقط تضحية ما لإنقاذ ذاتها، وأنا مُتأكد من أن رابونزل العربية، التي ما زالت في طور استرداد وتأكيد حقوقها الإنسانية والوطنية، سيكون خلاصها مبدئيًا عن طريق الموهبة والإبداع والمُبادرة، مُتأكدٌ من ذلك.
هي فتاة حتمًا تُعاني من "مُتلازمة ستوكهولم"، فخاطفها هو عالمها، وفي أحد الأيام زارها الأمير الوسيم، وقام بإنقاذها من أسرها، ولن أستعمل مُصطلح "حرّرها"، لأن الحُرية إختيارٌ ذاتيّ..
هي نسخة تُجسد العقلية الذكورية، حيث المرأة سلبيّة وضعيفة، وللرجل البطولة الكاملة، من منظوري الشخصي لم تكن قصة "رابونزل" جميلة بأيّ شكل من الأشكال.
الأميرة ضعيفة، وخانعة، وعاجزة، أمنيتها الواحدة والوحيدة هي قدوم "المُخلّص".
ولأنها كذلك وبحسب منظوري الشخصي، كانت القصة مُملة جدًا، وليست سوى مشاهد مكرورة، أبطالها وادوارهم جاهزة، سلبيّة الشخصية الانثوية في قصة "رابونزل" وغيرها تُفقدني هدوءي وتستحثُّ في وجداني تساؤلات كثيرة.
على النقيض من ذلك وفي نفس قصة "رابونزل"، ولكن هذه المرة على شاشة السينما في فيلم "Tangled" ديزني، استطاعت شركة إنتاج الأفلام "خَلق" رابونزل جديدة، ذات روح حيوية عالية، فجعلت من الأميرة الحسناء، فتاة ذات شخصية كثيرة الفضول والحيوية، وبالرغم من أنها حتى في نسخة ديزني كانت مسجونة في البرج، إلّا أنها إستغلّت كل لحظة من وجودها هناك في كشف أسرار العالم واكتشاف خبايا شخصيتها وذاتها، فهي رسّامة وقارئة وطبّاخة وخيّاطة وخبّازة وتتعهد المكان بالعناية، والتجميل، بالفعل ديزني جعلت من الفتاة السلبيّة، فتاةً رائعة، وناشطة، ومُبدعة، وفاعلة، ومُتوثبة، جعلته منها فتاةً مُبادرة وتخطيط لتحريرها من سجنها، ومُغادرة البرج المحبوسة فيه، فالشاب الذي إستطاع التسلل إلى البرج، وبالرغم من أنه لصٌ ومُعتدي، اجبرته على إخراجها معه من البرج، حتى تكشف خبايا العالم الخارجي الذي كان مُحرمًا عليها.
في مقطع من الفيلم بنسخة ديزني، تقول الفتاة للساحرة الشريرة:"لقد كنتِ مُخطئة بشأني، وبشأن العالم أيضًا"، لم أكن أعي تمامًا لماذا أنا مُتعلقٌ لهذه الدرجة بهذا الفيلم، إلّا عندما إنتبهت لذلك المقطع.
خرجت رابونزل من سجنها العالي، عندما ثارت على الساحرة وقيودها، عندما تخلصت من إفتراضها بأن العالم شرير وهي غير مُهيئة بعد للعيش فيه، كانت حريتها الذهنية/الفكرية سابقة لتحررها من قيدها، والبرج الذي حُبست فيه لا تدري لماذا!.
تلك المشاهد تستطيع بدون مُبالغة إسقاطها على كل إمرأة، في مشارق الأرض ومغاربها، حيث تتم تربيتهُنّ على مخاوف وعُقد، مثل:"العالم يخوّف وليس له أمان!، الرجال ذئاب بشرية البنت دُرة ثمينة يجب على أصحابها تخبئتها، الأنثى بطبيعتها ضعيفة..الخ".
يتعلمن الخوف منذ نعومة أظافرهنّ، ويتم حبسهنّ في أبراج بلا أبواب، لينتظرن المُخلصين، الأمير وفارس الأحلام المُنتظر، وما هو إلا سجانٌ جديد، يأخذ دور سابقه.
لقد "وسّخوا" البراءة بالخمود، ونصبّوا نموذج الفتاة "الرابونزلي" هو إنموذج للفتاة الفاضلة، وصار الشرف مُقترن بالجهل.
أخطئتم جدًا بحقّهنّ، وبحقّ العالم أجمع، كم من إمراةٍ قالتها.. تسائلت في أعماقها، في أيّ مرحلة من حياتها؟!
هذا العالم مليء بالأبراج، ونسخ مكررة من رابونزل، ويقلُّ فيه عدد الأمراء بشكل مُتزايد، ولكن هُناك من تشابهنُّ ورابونزل ديزني، فعملن على إعادة أو إصلاح علاقتهن والعالم الخارجي، وقُمنّ بخلق ذواتهنّ والكشف عن ندائهنّ الذاتيّ، نعم أبدعت المرأة في إعادة صياغة الجمال والإصرار على ذلك، حتى وإن لم تستطع ترك أبراج العائلة والقبيلة والمُجتمع والعادات والتقاليد، ومنهنّ من صنع للبرج نوافذ أوسع، وطُرق سرية وخاصة للوصول إلى العالم، وهناك الكثير لا ينتظرنّ مُخلصهنّ، بل وغادرن تلك الأبراج بلا رجعة، فالمرأة بكل أحوالها مُناضلة، تستمر في المواجهات والمُحاولات الحثيثة..
في الفيلم كانت حرية الفتاة من سجنها، مرهونةً بحلاقة شعرها الطويل ذو اللون الذهبي والقُدرات الخارقة، بمعنى آخر، كانت تحتاج فقط تضحية ما لإنقاذ ذاتها، وأنا مُتأكد من أن رابونزل العربية، التي ما زالت في طور استرداد وتأكيد حقوقها الإنسانية والوطنية، سيكون خلاصها مبدئيًا عن طريق الموهبة والإبداع والمُبادرة، مُتأكدٌ من ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق