لا أعلم كيف إستيقظتُ لأجدني غيّري، أنا مش أنا الآن...!
الآن أنا جنسٌ آخر، أنثى بكامل أنوثتها!
إرتعبتُ من واقعي الجديد، هل هو واقع بالفعل أم أنني أحلم؟ أعيشُ كابوسًا سأموت منه عندما أستيقظ! لأحيا كرجل... ككل يوم، من الصعب تقبّل تغيير مُفاجئ فكيف والتغيير هكذا، ذكر يتغيّر لأنثى!
"أنثى" كلمة لها خصوصية، ولها ما لها من معاني وحيثيات وقواعد والكثير من الإشكاليات...!
أنا "أنثى" عمرها إثنان وعشرون عامًا، أعيش هُنا في هذه البلاد، لن أتحدث كناشطة حقوقية أو... حسنًا سأُحاول الحديث بموضوعية، سأتحدث عن يومي الأول كأنثى:
إستيقظت أنثى والآن بعد ربع ساعة من إستيقاظي، تأكدت بأنني أعيشُ واقعًا... مع خوفي الطبيعي من هذا التغيّر اللامعقول، الآن يبدو الأمر أشبه بلعبة... بتجربة جديدة... لن أفكر بما سيحدث بعد يوم، علي أن أعيش هذا اليوم فقط، إسمي... كان رؤوف والآن سأُسمي نفسي "ألكساندرا"، لماذا إخترت هذا الاسم؟ هيك... ربما هذا هو الشيء الوحيد الذي سأختاره في يومي كأنثى!
أقف أمام المرآة بعدما دخلت الحمّام وغسّلت وجهي، ووجدتني انزف من... عضوي الانثوي.. العيّب...
الحل: فوطة،
ولبست سروالي الداخلي، وفي المرآة أبدو... أنا أنثى، لها ثديان نافران قليلًا بشرتي بيضاء وشعري أسود طويل وناعم بعض الشيء...
ارتدتي حمّالة الصدر، من أين أتت لخزانتي المألوفة، هذه الملابس النسائية؟؟!!
الخزانة مُرتبة، وتحتوي الكثير من الملابس ذات الألوان الزاهية، وبابها من الداخل مليء بأوراق لاصقة ألوانها؛ زرقاء، حمراء، خضراء، وبيضاء، وصفراء، و.... ورائحة الخزانة عَطرة، وعلي الاستعجال، أخرجت بنطال جينز وقميص أزرق وآخر طويل، و... البنطال ضيّق، وبشقّ الأنفس أرتديته، وبعدما ارتديت قمصاني... مشطّتُ شعري ولبست الحجاب، حجابي لونه خمريّ،
واستغرقت كثيراً في تكحيل عينيّ، ووضع القليل من أحمر الشفاه، والبودرة و... وهذا يكفي ربما، أخذتُ كتبي، وحقيبتي المليئة بالأشياء التي لا أعرفها، وعند الباب في مكان مُخصص، وجدتُ أحذيتي... أربعة أزواج، حذاء كعب عالي، وبوت رياضي، وشوز وآخر، جواربي شفافه، سوداء وبلا لون و... نوع لا أدري هل يُصنف كجوارب؟
المهم ارتديت السوداء، والشوز الورديّ، وعدت ادراجي أبحث عن عطر... ووجدته في حقيبتي، وخرجت....!
عندما وقفت أمام الباب، انتابني أحساس قويّ بالرهبة، ومشيتُ خائفة لا أدري ممَ أنا خائفة؟!
وصلت موقف الباص، قبل وصولي، وطيلة المسافة ما بين بيتي والموقف، أحسستني بلا شيء، كأنني عارية ومنظري يلفت الانتباه، مررت بعابرين كثر، جميعهم بلا استثناء نظروا الي بإمعان، ثلاثة منهم اقتربوا مني... وواحد لحق بي، وكانت الأصوات تخترقني ولا افهمها، وللحظة وددت لو اهرب عائدةً لمنزلي، وصلت الموقف ورغبتي بالبكاء تُؤلمني، ولولا طلب الكنترول من الرجال الواقفون بالانتظار، بأن يسمحوا لي بالصعود، والجلوس في مكان رجل "تكرّم" بإجلاسي مكانة، لبقيتُ في الموقف لساعات...!
جلستُ على المقعد وغثياني يزداد، وشيئًا فشيئًا، داهمني غضبٌ ورغبة بالصراخ... كان جسدي يسيل عرقًا، والباص مليء بالنساء الجالسات والرجال الواقفين، والهواء يكاد ينعدم، والسجائر لا تنطفئ...!
سأستفرغ، كدتُ أن أفعلها... وصوت الراديو شاتمٌ وصارخ، بأغانٍ صباحية وطنية وفيروزية!
وأنا أنثى...!
عدت للمنزل منذ ساعة، جسدي ليس مُرهقًا، بل وكأني جُلدت بسوط من حديد لساعتين، وعجزت حتى عن خلع حذائي... لم أستطع فعل شيء، وشعوري بأنني كنت لساعات ارزح تحت وطأة خوف وهروب ورقيب من كل شيء،
والآن رائحتي كريهة، وأكرهني جدًا، ولن أقدر على كبح دموعي، سأبكي... بلا سبب، سوى لأنني أنثى هُنا... ليس في هذه البلاد فحسب، بل في هذا العالم البذيء، كبذاءة الذكور في الخارج،
الآن أنا جنسٌ آخر، أنثى بكامل أنوثتها!
إرتعبتُ من واقعي الجديد، هل هو واقع بالفعل أم أنني أحلم؟ أعيشُ كابوسًا سأموت منه عندما أستيقظ! لأحيا كرجل... ككل يوم، من الصعب تقبّل تغيير مُفاجئ فكيف والتغيير هكذا، ذكر يتغيّر لأنثى!
"أنثى" كلمة لها خصوصية، ولها ما لها من معاني وحيثيات وقواعد والكثير من الإشكاليات...!
أنا "أنثى" عمرها إثنان وعشرون عامًا، أعيش هُنا في هذه البلاد، لن أتحدث كناشطة حقوقية أو... حسنًا سأُحاول الحديث بموضوعية، سأتحدث عن يومي الأول كأنثى:
إستيقظت أنثى والآن بعد ربع ساعة من إستيقاظي، تأكدت بأنني أعيشُ واقعًا... مع خوفي الطبيعي من هذا التغيّر اللامعقول، الآن يبدو الأمر أشبه بلعبة... بتجربة جديدة... لن أفكر بما سيحدث بعد يوم، علي أن أعيش هذا اليوم فقط، إسمي... كان رؤوف والآن سأُسمي نفسي "ألكساندرا"، لماذا إخترت هذا الاسم؟ هيك... ربما هذا هو الشيء الوحيد الذي سأختاره في يومي كأنثى!
أقف أمام المرآة بعدما دخلت الحمّام وغسّلت وجهي، ووجدتني انزف من... عضوي الانثوي.. العيّب...
الحل: فوطة،
ولبست سروالي الداخلي، وفي المرآة أبدو... أنا أنثى، لها ثديان نافران قليلًا بشرتي بيضاء وشعري أسود طويل وناعم بعض الشيء...
ارتدتي حمّالة الصدر، من أين أتت لخزانتي المألوفة، هذه الملابس النسائية؟؟!!
الخزانة مُرتبة، وتحتوي الكثير من الملابس ذات الألوان الزاهية، وبابها من الداخل مليء بأوراق لاصقة ألوانها؛ زرقاء، حمراء، خضراء، وبيضاء، وصفراء، و.... ورائحة الخزانة عَطرة، وعلي الاستعجال، أخرجت بنطال جينز وقميص أزرق وآخر طويل، و... البنطال ضيّق، وبشقّ الأنفس أرتديته، وبعدما ارتديت قمصاني... مشطّتُ شعري ولبست الحجاب، حجابي لونه خمريّ،
واستغرقت كثيراً في تكحيل عينيّ، ووضع القليل من أحمر الشفاه، والبودرة و... وهذا يكفي ربما، أخذتُ كتبي، وحقيبتي المليئة بالأشياء التي لا أعرفها، وعند الباب في مكان مُخصص، وجدتُ أحذيتي... أربعة أزواج، حذاء كعب عالي، وبوت رياضي، وشوز وآخر، جواربي شفافه، سوداء وبلا لون و... نوع لا أدري هل يُصنف كجوارب؟
المهم ارتديت السوداء، والشوز الورديّ، وعدت ادراجي أبحث عن عطر... ووجدته في حقيبتي، وخرجت....!
عندما وقفت أمام الباب، انتابني أحساس قويّ بالرهبة، ومشيتُ خائفة لا أدري ممَ أنا خائفة؟!
وصلت موقف الباص، قبل وصولي، وطيلة المسافة ما بين بيتي والموقف، أحسستني بلا شيء، كأنني عارية ومنظري يلفت الانتباه، مررت بعابرين كثر، جميعهم بلا استثناء نظروا الي بإمعان، ثلاثة منهم اقتربوا مني... وواحد لحق بي، وكانت الأصوات تخترقني ولا افهمها، وللحظة وددت لو اهرب عائدةً لمنزلي، وصلت الموقف ورغبتي بالبكاء تُؤلمني، ولولا طلب الكنترول من الرجال الواقفون بالانتظار، بأن يسمحوا لي بالصعود، والجلوس في مكان رجل "تكرّم" بإجلاسي مكانة، لبقيتُ في الموقف لساعات...!
جلستُ على المقعد وغثياني يزداد، وشيئًا فشيئًا، داهمني غضبٌ ورغبة بالصراخ... كان جسدي يسيل عرقًا، والباص مليء بالنساء الجالسات والرجال الواقفين، والهواء يكاد ينعدم، والسجائر لا تنطفئ...!
سأستفرغ، كدتُ أن أفعلها... وصوت الراديو شاتمٌ وصارخ، بأغانٍ صباحية وطنية وفيروزية!
وأنا أنثى...!
عدت للمنزل منذ ساعة، جسدي ليس مُرهقًا، بل وكأني جُلدت بسوط من حديد لساعتين، وعجزت حتى عن خلع حذائي... لم أستطع فعل شيء، وشعوري بأنني كنت لساعات ارزح تحت وطأة خوف وهروب ورقيب من كل شيء،
والآن رائحتي كريهة، وأكرهني جدًا، ولن أقدر على كبح دموعي، سأبكي... بلا سبب، سوى لأنني أنثى هُنا... ليس في هذه البلاد فحسب، بل في هذا العالم البذيء، كبذاءة الذكور في الخارج،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق