الثلاثاء، 2 أكتوبر 2018

يبدو بأن صاحب العقل المُستيقظ مُعذبٌ. وبأن الذي يَطمح ما هو الّا كطائر يرتفع.. ويرتفعُ للأعلى أكثر فأكثر إلى أن يَهوي إلى الأرض. 
مهما ارتفعت الأشياء وعلّت، لابدّ لها من أن تتوقف وينتهي ارتفاعها، وتبدأ برحلة الهبوط للهاوية. هل الارتفاع غباء ! 
هل يبدو الأمر منطقياً أكثر كُلما أمعن في الضبابية ؟
ام أننا إعتدنا الضباب وإنعدام الرؤية ؟
والشمسُ صارت ضَرباً من الخيال ! والليل بدى وحشاً مُستعداً للإفتراس !
والوجوة كُلها مُعتمة. والابتسامات مُجرد أقنعة. والطريق الواضح المُستقيم كان حُلماً واستمر.. كُل الطُرق مُتعرجة ! معالمها رماديّة ! والليل كائنٌ مُفترس، والصُبح أسرع للزوال ! الصُبح لا يأتي ! كيف يزول مَن لم يَظهر ؟
وكلُّ هذياني مُجرد تهاويل اوجدها وغذّاها عقلي المريض ! هل أنا المريض ! ام أنني أدفعُ ثمن رغبتي... رغبتي بالحياة الحقيقية !!
سواد الليل وعتمة الصباح وإختناق الظهر وكآبة العصر وموت الشمس وعودة الإسوداد، كُلها تُمعن في حصارك وأنت مركونٌ في زاويةٍ ما.. تتألم من قيودك وفي اثناء غفواتك المُتتاليات تتخيل الإنعتاق !!
يا هذا الجاثمُ فوق صدري، هل تنام ؟ 
سقطت أوراق العنب والتين. وامتلئت السماء بغيوم لا تُمطر.. والشمسُ من وراءها طغت بحرارتها. 
ووجه القائد دائما يبتسم، لكنه مؤخراً بدأ يَشحب. 
وأمي بدأت لا ترى بشكلٍ جيّد. وأبي بدأ لا يسمع الأصوات جيداً. والناس جميعاً... بدأتُ لا أحتمل غثيانهم واصواتهم وحتى ظِلال أجسادهم. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق