الجمعة، 19 أكتوبر 2018

المُبتسم !!

صَحا من نومه مُبتسماً ! 
هو لا يُصنف (إجتماعياً) كبائسٍ او مُعدم. هو مواطنٌ بسيط؛ كأيّ مواطن ينتمي لـ "الطبقة الوسطى" التي تُوشكُّ على الانقراض! يبدو من غير المنطقيّ أن يصحو مُبتسماً! في العادة يستيقظ ليُسارع في الذهاب للعمل (هو يعمل في دائرة حكومية منذ سنواتٍ قليلة)، يستيقظ في كلِّ يوم، وهو يتألم حرفياً من عدم "شَبعهُ" من النوم.. 

لكنه في هذا اليوم صَحا/استيقظ/بُعثَّ من مرقده مُبتسماً، والغريب في الأمر بأنه لم يستطع (مع بذله الجُهد المُضاعف) لينتهي من "وضع الابتسام" !
وقف أمام المرآة مُتأملاً وجهه "المُبتسم"، رأى وجهه قبيحٌ (جداً) على غير العادة! وبدأت تتلاطم في رأسه مخاوف/وساوس/افتراضات كـ "كيف سيخرج إلى الشارع بهذه الإبتسامة الفاضحة ؟" 
"كيفَ سيُقابل زملاءه في العمل وهو مُبتسم حقاً لا مُشمئزاً كمُبتسم ؟" 
"وكيف.. حقاً كيف سيغضب من زحمة الطريق وهفوات السائقين الاغبياء؟ كيف سيصرخ ويشتم ويلعن و... ؟" 
واستيقظ، وتذكر بأن اليوم هو الجمعة واطمئن قلبه، وبأن الساعة لم تزل باكرة لذلك سينام سويّعاتٍ أُخريات قبل اقتراب موعد الصلاة.. فهذا يوم "يشبعُ" فيه النائمون حقاً..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق