الليل يعوي في الخارج. ويتردد لمسمعي صوتُ نُواحٍ وعويل... لماذا يستمرُّ كُل هذا ؟
****
التاسعة إلّا خمسُ دقائق، في "سكوير" الطب/الجامعة الهاشمية.
لن تأتي؛ تلك اللحظة التي تنتظرها... لن تأتي ببساطة بلا تفسير... ما دُمت تنتظر لن تأتي! وسواء كنت مؤمنٌ بالله او المُصادفات او القدر والمكتوب او اللاشيء، في الإنتظار كُل الإيمان يستوي...!
في "السكوير" حيث أجلس الآن وحدي، يوجد عدد من الطُلاب... لماذا لا أقول طالبيّن وعدد من الطالبات، ومع ذلك أشعر بأنني غريبٌ بينهم، هل لأنهم طُلاب طب وأنا طالبٌ في العلوم التربوية ؟
في العادة لا أُقارن نفسي بالآخرين... لكنني الآن في كليّتهم الفارهة، وأحتلُّ رُكناً من "سكويرهم" الجميل!
"سكويرهم" !! الكلمة مُمتلئةٌ بشيء لا يُطاق، لكنني أنا الذي أُفكر بهذا الأمر، عليّ حتماً أن أنتهي عن هذا !
هذا المكان (السكوير) يُشبهني... يفتنني... ويحتضنني... مع أن هذه هي المرة الثانية التي أجلس فيه! عندما وجدتهُ ذات صدفة، أحسست بأنني اكتشفته... لحُسن الحظ إكتشفته!
أعود للإنتظار. الإنتظار لعنة الوجود! لا أنتظر شيئاً بعيّنه، لكنني أكاد أحترق من شدّة إنتظاري!
أكادُ أذوب او أتجمد!
هذه الكُليّة ستُخرج أطباء... الكثير من الأطباء! أحدهم قد يُحاول إنعاشي عندما ألفظ أنفاسي الأخيرة، واحدهم قد يأتيني ليشكي لي أوجاعه الوجدانية! وكل ذلك هُراء لا أكثر! نحن مُقرفون جداً ومدعاةً للسُخرية والتعاطف !
سأتوقف عند هذا. وأبدأ بالقراءة... بالابتعاد عن هذا الضجيج،
منذُ قليل توقفت عن القراءة (اقرأ في هذه الأيام مُذكرات إليف شافاق "حليب أسود")، توقفتُ عند قصّة الشاعرة الأمريكية سلينيا بلاث، الشاعرة التي اصطدمت مع امومتها... مع غُربتها كإمرأة في عالمٍ هجين ومُخادع، إنتحرت سلينيا في الحادي عشر من فبراير عام 1963م، في صباحٍ أكاد أشعر بهِ بارداً كئيباً من فرط ظلامه. كانت تُعاني من الحياة المُتناقضة فضلاً عن الاكتئاب، فأختارت الموت إختناقاً بوضع رأسها في فرن الغاز الذي خَنقها بأول أوكسيده... وتركت أشعاراً وطفليّن وزوجٍ غريب مسؤولٌ بشكل او بآخر عن موتها.
أُكمّل ما بدأت. في الليل ينتابني شعورٌ غريب! يغزوني غضبٌ لا أعرفُ.... لا بأس! أين كنت ؟ أنا مُرهقٌ من مرور الأيام والوجوة والأحلام والمخاوف! أنا جداً مُتعب! لم أعد أحتمل مزيداً من... دعوني أسميها "المُفاجآت" وكذلك أعلم بأنني لن أصبر على "عاديّة الحياة"، أحملُ في أعماقي تناقضاً وشذوذاً وثورة، وأُقاتل اشباحاً، وأخافُ جنوني واضطرابُ مزاجي العنيف! أيضاً لا أرغب بأن أكون "شخصاً عادياً"، ويُرعبني خوفي من اللاشيء!
لن أواصل حديثي عنّي، كيف سأحميني من جُدران الواقع وألوانه المُتنوعة؟ كيف سأتحرر من تلك الجُدران ؟ وعليّ حتماً أن أبقى يقظاً حتى لا أتلّون دون أن أدري؟
****
التاسعة إلّا خمسُ دقائق، في "سكوير" الطب/الجامعة الهاشمية.
لن تأتي؛ تلك اللحظة التي تنتظرها... لن تأتي ببساطة بلا تفسير... ما دُمت تنتظر لن تأتي! وسواء كنت مؤمنٌ بالله او المُصادفات او القدر والمكتوب او اللاشيء، في الإنتظار كُل الإيمان يستوي...!
في "السكوير" حيث أجلس الآن وحدي، يوجد عدد من الطُلاب... لماذا لا أقول طالبيّن وعدد من الطالبات، ومع ذلك أشعر بأنني غريبٌ بينهم، هل لأنهم طُلاب طب وأنا طالبٌ في العلوم التربوية ؟
في العادة لا أُقارن نفسي بالآخرين... لكنني الآن في كليّتهم الفارهة، وأحتلُّ رُكناً من "سكويرهم" الجميل!
"سكويرهم" !! الكلمة مُمتلئةٌ بشيء لا يُطاق، لكنني أنا الذي أُفكر بهذا الأمر، عليّ حتماً أن أنتهي عن هذا !
هذا المكان (السكوير) يُشبهني... يفتنني... ويحتضنني... مع أن هذه هي المرة الثانية التي أجلس فيه! عندما وجدتهُ ذات صدفة، أحسست بأنني اكتشفته... لحُسن الحظ إكتشفته!
أعود للإنتظار. الإنتظار لعنة الوجود! لا أنتظر شيئاً بعيّنه، لكنني أكاد أحترق من شدّة إنتظاري!
أكادُ أذوب او أتجمد!
هذه الكُليّة ستُخرج أطباء... الكثير من الأطباء! أحدهم قد يُحاول إنعاشي عندما ألفظ أنفاسي الأخيرة، واحدهم قد يأتيني ليشكي لي أوجاعه الوجدانية! وكل ذلك هُراء لا أكثر! نحن مُقرفون جداً ومدعاةً للسُخرية والتعاطف !
سأتوقف عند هذا. وأبدأ بالقراءة... بالابتعاد عن هذا الضجيج،
منذُ قليل توقفت عن القراءة (اقرأ في هذه الأيام مُذكرات إليف شافاق "حليب أسود")، توقفتُ عند قصّة الشاعرة الأمريكية سلينيا بلاث، الشاعرة التي اصطدمت مع امومتها... مع غُربتها كإمرأة في عالمٍ هجين ومُخادع، إنتحرت سلينيا في الحادي عشر من فبراير عام 1963م، في صباحٍ أكاد أشعر بهِ بارداً كئيباً من فرط ظلامه. كانت تُعاني من الحياة المُتناقضة فضلاً عن الاكتئاب، فأختارت الموت إختناقاً بوضع رأسها في فرن الغاز الذي خَنقها بأول أوكسيده... وتركت أشعاراً وطفليّن وزوجٍ غريب مسؤولٌ بشكل او بآخر عن موتها.
أُكمّل ما بدأت. في الليل ينتابني شعورٌ غريب! يغزوني غضبٌ لا أعرفُ.... لا بأس! أين كنت ؟ أنا مُرهقٌ من مرور الأيام والوجوة والأحلام والمخاوف! أنا جداً مُتعب! لم أعد أحتمل مزيداً من... دعوني أسميها "المُفاجآت" وكذلك أعلم بأنني لن أصبر على "عاديّة الحياة"، أحملُ في أعماقي تناقضاً وشذوذاً وثورة، وأُقاتل اشباحاً، وأخافُ جنوني واضطرابُ مزاجي العنيف! أيضاً لا أرغب بأن أكون "شخصاً عادياً"، ويُرعبني خوفي من اللاشيء!
لن أواصل حديثي عنّي، كيف سأحميني من جُدران الواقع وألوانه المُتنوعة؟ كيف سأتحرر من تلك الجُدران ؟ وعليّ حتماً أن أبقى يقظاً حتى لا أتلّون دون أن أدري؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق