الثلاثاء، 26 مارس 2019

هل تفهم...؟
لمن أتحدث؟!
أنت في المرآة تبدو حقيقيًا أكثر، سأحطمها إذن، وسأقتلعني منها!
هل للحقيقة درجات، هذا حقيقيّ بنسبة 10 بالمئة وذاك بنسبة 90، وآخر كمفعول ديتول في التنظيف 99.9 بالمئة!
وهل بالفعل يوجد ما هو حقيقيّ بنسبة 100 بالمئة؟
لماذا أسترسل بالحديث هكذا؟ كنت أتحدث عن...!
لا يَهُم، المُهم أنك لا تُنفذّ رغباتك المجنونة، كتحطيم المرآة، ولأنك لم تجد جوابًا يُخفف من حدّة سؤالك "الغبيّ"، لن تُجن!
على الأقل لن تكون هُناك، تائهًا وغائبًا، وتبحث عن معاني لا تعنيك، ككيف تنام النملة؟ ولماذا القطط تتواجد حيث الناس وتهرب منهم؟!

عندما تضع رأسك على وسادتك، تُدرك وحدتك... وبأنك تقتل الحياة بنومك وتُحييها من جديد عندما تستيقظ!
هذه الحياة رهنٌ بك، تنتهي الحياة عندما تنتهي أنت!
لن تفهمك إلا بعد عناء، فكيف تُطالبهم بفهمك وإدراكك؟! أقتلهم أو حطمّهم... أو دعهم وشأنهم، لن يفهموا... صمتك وشرودك، صوتك الخافت وعيناك عندما تلمعان فرحًا أو حزنًا، أو عندما تضحك أو تغضب أو تستطيع النوم في ليلة كهذه مثلًا...!
هل تستطيع الصفح؟
عن ماذا؟ وكيف؟
الندوب هي التي تصفح!
الندوب باقية، مع مرور الوقت تزداد وضوحًا...!

لن يتوقف شيء.
 حتى لو قتلت ساعتك، ونمت كثيرًا، وأغتالك الأرق وقاومت...!
تُقاوم أشباحًا، ووقتًا بطيء، وأشياء تهطل في ذهنك! ووحدك تكون... حيث الصمت المُزعج، والليل الثقيل!
حينها لن تُصدق بأن الأرض تحتوي فرحًا خالصًا، وبأن الوقت ليس بطيء ولا هو سريع! وبأن الليل مُجرد وقت من يوم يمضي ككل يوم!
وكوقاحة مستشار الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عندما غرّد مُعترفًا بـ"خطأ إحتلال العراق لعدم وجود أسلحة دمار شامل" بعد ستة عشر عامًا من الخطأ... تجد بأن في الأمر "فضيلة ما"، وهي الاعتراف بالخطأ...!
القول سهل، وستبدأ شيئا فشيئًا بعدم التعويل على الكلمات! لن تُجيب على سؤال: كيفك؟ بشيء، لن تهتم بصف الحروف وتشكيل الكلمات لتكوّن جُمل مفهومة! ستكتفي بالصمت ربما، ولن ويفهموا صمتك، كما لم يفهموك دائمًا!
الخطأ ليس فعلًا عابرًا، خوفنا من الخطأ كبّلنا وجعلنا "مهووسين بالمثالية الفارغة"، لذلك لا نتفهمّ الأخطاء! وتقتلنا الأخطاء كلّ حين، لا نموت بل نحيا على حافة الحياة! لسنا أحياء ولا أموات! جرحى مُثخنين فحسب! مُنهكين ولا نقوى على المُضي قُدمًا نحو الهاوية أو السماء أو اي مكان غير الحافة!
ثمة أخطاء لا تُغتفر، كوقاحة هذا الليل في السُخرية منك...!
هو هادئ بشكل يستفز غضبك الدفين، أنت الآن كإشمئزاز من كل شيء يعقب نومًا عصريًا، بعد يوم حافل...!
ولأنك لا تعرف "الكلمات البذيئة الإنجليزية" غير الـFuck، أمطرت تغريدة المستشار بأحرف عربية بذيئة جدًا...!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق