لماذا أكره وطني؟
نعم يا أعزائي فأنا أكره وطني، جدًا أكرهه!
وطني الذي وُلدت فيه وعلى أرضه عشت وما زلت أعيش!
لا أكرهه كضحية له، ولا لأنه يمتلأ بالفساد والتخلّف ويُحكم من لصوص وأوغاد وإنتهازيين...!
أكرهه لأنه وطني وأنا أعيشُ فيه، لأنه محسوبٌ عليّ وأنا محسوبٌ عليّ!
مَن أوجد وطني؟
ومن رسم الحدود ووضع أول ملك على العرش!
لستُ ناقمًا على الوطن، ولكن أشعر دائمًا بأنني بلا هوية أو وطن!
ربما لأنني بدويّ الأصل وجيناتي ترفض الإستقرار، لذلك أجدني دائمًا خارج مكاني ولستُ مُطمئنًا للسكن ووجود الحدود، فما الفرق بين مناطق الزرقاء والسويداء والقريات؟
ما الفرق بين البلقاء والسلط ومأدبا والكرك والقدس والخليل ورام الله؟
ما الفرق بين غور الصافي وأريحا، والجليل وأربد والجولان؟
المناطق هي إمتداد لبعضها... الريف والجبل والصحراء والحَضر، وقد جاء وغدٌ ما وقرر التقسيم، التقسيم الذي يستفيد منه من نُصّب حاكمًا أو مالك للأرض، والمُستعمر بالطبع يستفيد ومَن له مصلحة.
والشعوب لا بأس ستعتاد الإنقسام بل ستُدافع عنه مع مرور الزمن!
يا وطني أنا مقهور!!
أنا واحد من ملايين مُستعبدة ومقهورة، من ملايين خاضعين لأنظمة من الحمقى والذي يحسبون نفسهم آلهة لابد لهم من عبيد يسجدون لهم ويسبحون بحمدهم ورضوانهم... ونحن العبيد!
نحن الذين نعيشُ موتى ونموت بلا أيّ قيمة، ونحنُ الذين نستمر في "الهذيان" لنا أوطان ندّعي الإنتماء لها، لكننا ننتمي لأنفسنا لأملاكنا فقط، الوطن ليس سوى سجن كبير، ومليء بالطامعين بأيّ نَفس حُرية، لكنهم خائفين جدًا...!
الخوف مُتجذر وأصيل في وجداننا، والوطن هو بعضُ كذبنا الكبير، كذبنا بسبب خوفنا، وأنا لا أنتمي لهذا الوطن ولا أُشبه هذه القُطعان!!
لا أقول بأنني قوميّ وأنتمي للوطن العربي الكبير، لأن القومية هذيانٌ آخر، ربما إنتهت صلاحيته منذ أمد، لكنّه يُصيب بعض العقول حتى في وقتنا الحاضر، وحتى المُستقبل سيحمل الكثير من الداعين للقومية العربية، كما سيكون هُناك "أصوليين" داعين لعودة أمجاد الخلافة الإسلامية!
"التيه" هو التشخيص لمُناسب لحالتي كعربيّ شرق أوسطيّ، الأوطان كثيرة تتفق باللغة والدين والعادات، لكنها تختلف كثيرًا، وكل وطن فيه مقدار كبير من "اللاجدوى"!
قد لا أُحسن صياغة العبارات، ولكنني أكتب هذياني هذا بشعوري وغضبي!
لكم تشربت هذه الشعوب الزيف والكذب، ولكم تقولبت وشُكّلت الأجيال، لتغدو أجيال كثيرة العدد لكنها مُفرغة وضعيفة، ولَكم باتت الأوطان كمزارع لمُلّاك وإقطاعيين... علينا تغيير أسامي حُكام بلادنا لإقطاعيين، والمناطق ما هي إلا مزارع وأملاك خاصة لهم، وأفراد الشعوب يُمارسون هذا الدور كذلك، وكلهم مُؤمنون بأنهم جميعًا عبيدًا لمالكهم وسيّدهم الله!
لا نُريد تغيير الوضع القائم، لا نُريد واقعًا مثاليًا خياليًا... لأننا نختلف بالضرورة، فأنا لن أهدم المسجد وأدعوا الناس للتحرر من كل أشكال العبودية... لن يأتي ستالين جديد ليُمارس دور الإله، لكنه الآن بشر!
كل الذي نريده أن يكون للإنسان قيمة، وأن لا نحيا ونموت "خائفين" ولا نعرف من الحياة سوى البؤس والمُعاناة، ولستُ هنا أدّعي إمكانية أن يُصبح الجميع أغنياء ويملكون الفلل والسيارات الفارهة... هذه الجنة ليست مُمكنة سوى في عقول طفولية، كل الذي نريده أن تكون هذه الأوطان "أوطان" مُستقلة فعلًا والمواطن هو القيّم والحُكّام يُشبهون المواطن، والأنظمة ليست مُجرد أفراد يعيشون في قصور فارهة...!
الأجيال تعقب الأجيال، والتعليم ما هو إلا تدجين للطالب منذ الصف الأول وحتى الدكتوراة أو ما بعدها... والعائلات تُنتج أفرادًا على "البَركة"، ويعيش المواطن وهو داجن ومُمتلئ بالعُقد والمخاوف... خارطة حياة إجتماعية: إبن صالح أي خاضع للوالدين، صالح بمعنى مُجتهد في حفظ الدروس، ويستمر في الدراسة إلى أن يحصل على الشهادة الجامعية، الوظيفة الزواج... تكرار، ومع مرور الزمن يتحول الإنسان لآلة عمل،
المهم هو "الرزق" المال، لضمان حياة كريمة... مليئة بالديون والقروض والبحث عن منح دراسية و... تتكرر نفس المشاهد!
حياة من الشقاء والبحث المُضني، ودفع الضرائب وسعر كل شيء مُرتفع... واجبات المواطن مُقابل حقوق معدومة، وتستمر الحياة هكذا... والوطن!
من هو الوطن؟؟!!
صورة الملك، أم العلم، أم الخريطة!!
أم هو الأرض التي لا أنتمي لها، وأخرج من بيتي غريبًا...!
نعم يا أعزائي فأنا أكره وطني، جدًا أكرهه!
وطني الذي وُلدت فيه وعلى أرضه عشت وما زلت أعيش!
لا أكرهه كضحية له، ولا لأنه يمتلأ بالفساد والتخلّف ويُحكم من لصوص وأوغاد وإنتهازيين...!
أكرهه لأنه وطني وأنا أعيشُ فيه، لأنه محسوبٌ عليّ وأنا محسوبٌ عليّ!
مَن أوجد وطني؟
ومن رسم الحدود ووضع أول ملك على العرش!
لستُ ناقمًا على الوطن، ولكن أشعر دائمًا بأنني بلا هوية أو وطن!
ربما لأنني بدويّ الأصل وجيناتي ترفض الإستقرار، لذلك أجدني دائمًا خارج مكاني ولستُ مُطمئنًا للسكن ووجود الحدود، فما الفرق بين مناطق الزرقاء والسويداء والقريات؟
ما الفرق بين البلقاء والسلط ومأدبا والكرك والقدس والخليل ورام الله؟
ما الفرق بين غور الصافي وأريحا، والجليل وأربد والجولان؟
المناطق هي إمتداد لبعضها... الريف والجبل والصحراء والحَضر، وقد جاء وغدٌ ما وقرر التقسيم، التقسيم الذي يستفيد منه من نُصّب حاكمًا أو مالك للأرض، والمُستعمر بالطبع يستفيد ومَن له مصلحة.
والشعوب لا بأس ستعتاد الإنقسام بل ستُدافع عنه مع مرور الزمن!
يا وطني أنا مقهور!!
أنا واحد من ملايين مُستعبدة ومقهورة، من ملايين خاضعين لأنظمة من الحمقى والذي يحسبون نفسهم آلهة لابد لهم من عبيد يسجدون لهم ويسبحون بحمدهم ورضوانهم... ونحن العبيد!
نحن الذين نعيشُ موتى ونموت بلا أيّ قيمة، ونحنُ الذين نستمر في "الهذيان" لنا أوطان ندّعي الإنتماء لها، لكننا ننتمي لأنفسنا لأملاكنا فقط، الوطن ليس سوى سجن كبير، ومليء بالطامعين بأيّ نَفس حُرية، لكنهم خائفين جدًا...!
الخوف مُتجذر وأصيل في وجداننا، والوطن هو بعضُ كذبنا الكبير، كذبنا بسبب خوفنا، وأنا لا أنتمي لهذا الوطن ولا أُشبه هذه القُطعان!!
لا أقول بأنني قوميّ وأنتمي للوطن العربي الكبير، لأن القومية هذيانٌ آخر، ربما إنتهت صلاحيته منذ أمد، لكنّه يُصيب بعض العقول حتى في وقتنا الحاضر، وحتى المُستقبل سيحمل الكثير من الداعين للقومية العربية، كما سيكون هُناك "أصوليين" داعين لعودة أمجاد الخلافة الإسلامية!
"التيه" هو التشخيص لمُناسب لحالتي كعربيّ شرق أوسطيّ، الأوطان كثيرة تتفق باللغة والدين والعادات، لكنها تختلف كثيرًا، وكل وطن فيه مقدار كبير من "اللاجدوى"!
قد لا أُحسن صياغة العبارات، ولكنني أكتب هذياني هذا بشعوري وغضبي!
لكم تشربت هذه الشعوب الزيف والكذب، ولكم تقولبت وشُكّلت الأجيال، لتغدو أجيال كثيرة العدد لكنها مُفرغة وضعيفة، ولَكم باتت الأوطان كمزارع لمُلّاك وإقطاعيين... علينا تغيير أسامي حُكام بلادنا لإقطاعيين، والمناطق ما هي إلا مزارع وأملاك خاصة لهم، وأفراد الشعوب يُمارسون هذا الدور كذلك، وكلهم مُؤمنون بأنهم جميعًا عبيدًا لمالكهم وسيّدهم الله!
لا نُريد تغيير الوضع القائم، لا نُريد واقعًا مثاليًا خياليًا... لأننا نختلف بالضرورة، فأنا لن أهدم المسجد وأدعوا الناس للتحرر من كل أشكال العبودية... لن يأتي ستالين جديد ليُمارس دور الإله، لكنه الآن بشر!
كل الذي نريده أن يكون للإنسان قيمة، وأن لا نحيا ونموت "خائفين" ولا نعرف من الحياة سوى البؤس والمُعاناة، ولستُ هنا أدّعي إمكانية أن يُصبح الجميع أغنياء ويملكون الفلل والسيارات الفارهة... هذه الجنة ليست مُمكنة سوى في عقول طفولية، كل الذي نريده أن تكون هذه الأوطان "أوطان" مُستقلة فعلًا والمواطن هو القيّم والحُكّام يُشبهون المواطن، والأنظمة ليست مُجرد أفراد يعيشون في قصور فارهة...!
الأجيال تعقب الأجيال، والتعليم ما هو إلا تدجين للطالب منذ الصف الأول وحتى الدكتوراة أو ما بعدها... والعائلات تُنتج أفرادًا على "البَركة"، ويعيش المواطن وهو داجن ومُمتلئ بالعُقد والمخاوف... خارطة حياة إجتماعية: إبن صالح أي خاضع للوالدين، صالح بمعنى مُجتهد في حفظ الدروس، ويستمر في الدراسة إلى أن يحصل على الشهادة الجامعية، الوظيفة الزواج... تكرار، ومع مرور الزمن يتحول الإنسان لآلة عمل،
المهم هو "الرزق" المال، لضمان حياة كريمة... مليئة بالديون والقروض والبحث عن منح دراسية و... تتكرر نفس المشاهد!
حياة من الشقاء والبحث المُضني، ودفع الضرائب وسعر كل شيء مُرتفع... واجبات المواطن مُقابل حقوق معدومة، وتستمر الحياة هكذا... والوطن!
من هو الوطن؟؟!!
صورة الملك، أم العلم، أم الخريطة!!
أم هو الأرض التي لا أنتمي لها، وأخرج من بيتي غريبًا...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق