السبت، 17 أغسطس 2019

أزمة وطن2... أشجان صباحية



وأجلسُ والهشاشةُ تملأني، وأحسّها تنسربُ مني تُبلل مقعدي، وعواطفي تجيشُ وتضطرب... في هذا الصباح الآبيّ، وكلُّ صباح أشعرُ بروحي نشيطة... غاضبة... حزينة... تنتشي فرحًا وهي تذهبُ بي نحو أراضٍ شهدت بطولة ما... تضحية ما... إنتصارٌ ما... وأنظرُ في عينيّ حبيبتي البعيدة، أرى في عينيها كلامًا لا تقوله... ربما هي خجلى وأنا أحمقٌ في الحب،
هذا الصباح يُشبهك... يُشبه عينيك عندما تضحكين والخجل يرتسم على مُحياك،
لماذا الآن... أشتاقُ وأرغب بإحتضانك وتقبيل وجنتيك الحارتان، لماذا تبدين وكأنك ترحلين وتودعين كإنهزام... لماذا وأنا مفتونٌ بالنصر، برايات النصر... بجنوب لبنان ورايات حزب الله وصوت الرصاص وإندحار المُحتل، بأسماء الأبطال، كسناء محيدلي ووجدي الصايغ ودلال المغربي ولولا إلياس...
"وحدن بيبقوا..." نعم وحدهم... وحدهم أقدموا وتركونا لحياة مليئةٌ بالخُذلان والخوف والهزيمة،
ووطني يا حبيبتي مسروق، وطني الكبيرُ مسروق، وأنا لا أريد الذُل، كما لا أحتملُ حزنكِ وخوفكِ...
وطني، يا وطن الناهضين من الرماد، يا ليل المُحتل الغاصب، يا وطن باعوك وثملوا من أثمانك، اللعنةُ عليهم في هذا الصباح وفي كل صباح...!

حكومة تتلو حكومة، ونهج ثابت ومُتغيّر، ثابت: نهج الإستقراض وأخذ المنح، مُتغيّر في الشخوص فقط!
حكومة من نظام كامل قائم على "اللاوضوح" وعلى "البركة"...!
حلفائنا، من يمدون لنا يد العون، ويُملون علينا سياستنا الداخلية قبل الخارجية!
تأمر أمريكا ونُطيع، ويأمرنا مشايخ الخليج ونقول: حاضرين، ويُملي علينا صندوق النقد الدولي ولا نملك سوى الطاعة!
أيُّ شرعية يمتلكها نظامنا السياسي، وهو نظام شمولي تَبعيّ، ليس واضح في توجهاته السياسية والاقتصادية... 
كأن تعيش عالةً على من حولك،
 ما أسمك؟ من أنت؟ أنت عالةً وعبئٌ ثقيل!

حكومات بإرادات ملكية تصفع أيّ إرادة شعبية، ومجلس أمة نصفهُ مُعيّن ونصفهُ يُنتخب بقانون إنتخابي فاشل، ومجتمع عشائري مُتخلف وعُنصري، ووطن بات فُندقًا وخندق للإيواء...!
وطنٌ أصبح بديلًا، للذين تم إحتلال وطنهم وكإمتداد للرضوخ في وجه الإمبريالية الصهيونية، وُقعت مُعاهدة في بنودها تقرأ سطور الإستسلام والذُل!
ونظام لا يخجل من "نفاقه وجُبنه الدولي" ويصفون هذا النفاق والجُبن بكل وقاحة ب"الدبلوماسية"... هذا النظام يستقبل اللاجئين السوريين وهو الذي ساهم بشكل خفي في دعم الجماعات الإرهابية التي تفتك في بُنية الدولة السورية وتُقاتل الجيش السوري! 
وفي كل تصريح للملك يشكو من الوضع الاقتصادي ويستعطي الدعم، الدعم الذي ينعكس في مديونية تتضخم في كل عام، وفي بلد تحوّل لسجن كبير وشباب يائس وخائف من مُستقبل مجهول ومُرعب...! 
شباب تم تجهيله وحَشو رأسهُ بوطنيات تتجسد في صور القائد ونشيد ملكي..! 
شباب ضائع وتائه وفارغ، شباب لا مُنتمي ويعيشُ بوهم الوطنية... الوطنية التي لا تتجاوز العلم والقائد وخريطة وطن رُسمت بيدي سايكس وبيكو الملعونين... ملعونٌ مَن باع الوطن ومَن خان قوميته وتاريخه، ملعونٌ مَن زوّر الحقيقة وباعَ الوهم، مَن يملأ خزائنه بثمن الكرامة والإستقلال...! 
أنا يا وطني حائرٌ وحزين، أنا يا وطني لم أبلغ بعدُ سن الرابعة والعشرين، لكنني يائسٌ ككهل إنحنت رقبته وتساقطت أسنانه،
ولكنني أملك أرادة الموت، لا أخاف الموت... لذلك سأحيا حُرًا... واليأسُ أعرفُ جيدًا كيف أقتله... أنا يا وطني الكبير ثائر وسأموتُ كذلك، 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق