الأربعاء، 14 أغسطس 2019

أزمة وطن (مُقدمة)

قبل أن أبدأ عليّ أن أوضح بعض الأمور؛ أولها: لستُ هُنا كعالم أو باحث أو مُتخصص، ما سأكتبه هو مُشاهداتي وأرائي الشخصية... ثانيها: لن أستطيع الكتابة بطريقة إحترافية تُراعي "قواعد كتابة المقال" وغير ذلك... لذلك قد تبدو مقالاتي "فوضوية" أو تفتقد للنظام، وهذا بسبب عدم تخصصي وعلمي الكبير في كتابة المقالات ولأنني لا أستطيع الإلتزام بقواعد لا أدري من وضعها... بإختصار أكتب كما أُريد، وكبداية أودُّ أن أبدأ بمُقدمة:
في هذه هذا النص وما سيتبعه من نصوص، لن أتعرض لقضية أو مُشكلة مُحددة، وسأتناول العديد من الأمور المُترابطة، والتي تبدو كأسباب تتضافر لتُنتج أزمة...
أزمة مجتمع... وطن... أوطان... أمة...
 نعم نحنُ كشرق أوسطيين وكأردنيين تحديدًا، نُعاني أزمات كثيرة ومُتشعبة وغارقة في القدم ومُستمرة وتتأزم وتظهر أزمات جديدة، وهذا ما يضعنا أمام واجبنا تجاه... أنفسنا قبل كل شيء، فما هو الوطن؟ وما هي الأمة؟
نحنُ الوطن ونحن الأمة، لستُ هُنا بصدد كتابة كلمات مُنمقة ومُختارة بعناية، ولا أكتب لصحيفة أو موقع... أكتبُ لأنني أشعر بواجبي تجاه وطني وأمتي، ولا سقوف فوقي ولا جُدران تُحاصرني، سأكتبُ ما يُمليه عليّ عقلي وتحضني عليه تجربتي وعلمي القليل...
لستُ مُنظرًا ولا مُحللًا ولا أدّعي المعرفة والفهم، أنا فقط إنسان يغضب... دائماً يغضب من حاله وحال وطنه، ولا يرضى التسليم والقبول ولا يُؤمن بقاعدة "ليش أتّعب رأسي؟"
والكتابة هي نوع من التعبير عن الغضب... عن الرأي المخنوق والمكتوم والمقموع...

في البداية:
من أنا؟ ومن نحنُ؟؟
وهذا الوطن هل وطن فعلًا؟
هل نحنُ مواطنون بالفعل نخضع لدستور "عادل" ويرأسنا رئيس إخترناهُ ونثق برئاسته؟
هل نعرف ونُدرك ونعي ما هو نظامنا السياسيّ ومَن يحكمنا...؟
اليوم وفي الأمس والغد... الملك وديوان المُلك وأجهزة الدولة الأمنية(المخابرات، الجيش...) والمَدنية(المؤسسات والهيئات الحكومية، الجامعات الحكومية، الشركات الحكومية..) مجلس الأمة (النواب، الأعيان)، المجالس البلدية ومجالس المُحافظات... كل تلك الأسماء لا نعرف حقيقتها وما هي صلاحياتها ومن يتحكم بمن ولصالح من؟ نحن ننتخب مجلس النواب ولا نثق به بل ونلعنه... إذن نحن نلعن النظام ككل، نلعن الملك وأجهزة الدولة ومؤسساتها،
الواقع الذي يتمحور حول "الأزمة الاقتصادية" التي نُعاني منها كأردنيين، ونحن ندرك مَن المسؤول عن هذه الأزمة... ببساطة هو النظام من رأسه حتى أخمص قدميه، وللمُطلع بسطحية على تاريخنا السياسي خلال القرن الماضي يُدرك الأسباب التي تضافرت وأنتجت ما نُعانيه اليوم، وسنُعانيه غدًا وبعده بشكل أكبر وأسوأ، لأننا نلمس إنكار وغض طرف عن حلّ الأزمة... بل ونرى إمعانًا في السقوط المُستمر،
"الثورة العربية الكبرى"
تلك التي بدأت حكاية تقسيم الكل وإهدار الموارد والعقول والثروات، وتقديم البلاد للمُستعمر وجعل الشعوب مُجرد أرقام و"رُعاع" من الجهلة والمُتعصبين والمخدوعين والمأزومين والمقهورين...
وهذا لا يعني "أفضلية الدولة العثمانية"، ولا أبالغ إذ اقول بأن الحُكم العثماني وعلى مدى قرون أسس لواقع "الأزمة التي نعيشها اليوم"!
منذ سقوط الخلافة العباسية (آخر حكم عربي لبلاد العرب) بدأت هويتنا تضيع وتُمحى وتُستبدل...
وها نحن اليوم، بلا هوية ولا نعرف مَن نحن ولا نثق بتاريخنا القريب والبعيد وينتابنا شعور جَمعي طاغٍ ومُستبد بأننا خُدعنا وتم سجننا وإخضاعنا وتدمير إرادتنا الحُرة... تلك الإرادة التي لم تُحرك "ثورتنا" ضد الأتراك ولم تتحرك للم أجزائنا في وطن يمتد من ديار بكر لعدن ومن الحدود العراقية- الإيرانية والخليج العربي لضفاف البحر المتوسط والأحمر...
تم التقسيم، وتم نفي زعيم الثورة (الحسين بن علي) الذي ربما خُدع من حلفائه...
فلسطين للصهاينه وسورية الطبيعية تحولت للبنان وسوريا وأردن...
والعراق والخليج تم تقسيمه حسب المشيخات، وهكذا صار الوطن أوطان... ولن أستمر في الخوض بهذا التاريخ وتلك الحقبة السوداء والحزينة،
إلامارة الأردنية صارت مملكة،
مملكة وقعت معاهدة مع المُستعمر،
المُستعمر يُغادر ويبقى... تمضي السنين ونحن مُستَعمرين وراضين، ونضع أنفسنا مُجددًا تحت مقصلة مُستعمر جديد "صندوق النقد والبنك الدولي" ونحنُ بحاجة المانحين والمُقرضين، دول الخليج النفطية والغرب...
في هذه الأيام أرى سنوات الأردن من عام1989 نزولا حتى شهر يونيو عام 1957، عندما حُلّت حكومة سليمان النابلسي (أول وآخر حكومة برلمانية)، بعد ذلك تم خنق العمل السياسي في الأردن وقُمعت الأحزاب وبدأ الحُكم العُرفي ومرت السنون، لنتسائل اليوم: ما هو دور الأحزاب وما هي فائدتها؟ لماذا العشائرية الجهوية و"التسحيجية" أو "الهمجية" هي التي تحكم ويطلب النظام السياسي رضاها؟!
لماذا المديونية تزداد وتتفاقم حالة "الموت السريري للإقتصاد الوطني"؟ لماذا نستورد القمح من امريكا؟ لماذا لم نستخرج النفط والغاز؟ ولماذا لم نستغل مواردنا الطبيعية كالفوسفات والبوتاس...؟ ولماذا ملفات الفساد تُطوى وتُنسى؟ ولماذا تستمر نفس الطبقة الفاسدة والفاقدة للشرعية "أخلاقيًا ومنطقيًا" بالحُكم؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق