كأنني لم أكن كما اليوم...!
اليوم... خرجتُ خاسرًا من معركة شرسة... اليوم أراني مهزومًا وطريدًا،
لم أبحث عن معارك ولا إنتصار، أين الأمس الواسع؟! ولماذا اليوم دائمًا هكذا؟!!،
***
للصباح شعورٌ خاص...
قد تستيقظ غاضبًا او حزينًا او سعيد...
غالبًا ما أستيقظُ فارغًا وأكاد أبكي وفي داخلي يشتعلُ غضبٌ مسعور!،
كنتُ لا أنتظرُ شيئًا وما زلتْ... لكنني أفتقدُ أشياء إبتعدتْ أو بعيدة!
وأجدُني في دوائر كثيرة، وظننت بأنني كنتُ أُعاني... لستُ أعاني، أنا موجودٌ واعيْ... وهذا يكفي!،
كيف سأُغادر حُزني... خوفي... وكل شيء يجعل من حياتي "قلقٌ مُستمر"!،
وماذا لو أن حياتي كذلك... "قلقٌ مُستمر"؟!
*****
في الظلام، في ظلام غرفتي تحديدًا وضوء شحيح يتسللُ من الخارج، ويُنيرُ عتمتي قليلاً... أجدني هُنا، وحدي ولستُ وحيدًا، معي قهوتي وأشيائي... ومعي كلمات تعبثُ في أعماقي... معي أيضًا أنا!
أنا في ظلام غرفتي غيري...!
كل شيء في الخارج غريب...!
هل وحدي أنا؟
بالأمس لم أستطع كبح بُكائي، الدموع ملئت عيوني وأنا جالسٌ مع أبي وأمي قريبة... قُمت وهربت نحو البعيد، حيث لا بشر وسمحت لدموعي بالنزول... نعم بكيت!
منذ عامين، كنت بحاجة بُكائي هذا، ولعلّني سأعتادُ البُكاء... لا يُخجلني البُكاء... تذكرت بأنني قبل عامين تقريبًا مررتُ بحالة نفسية وواقع "مُبكي" ولم أبكي في ذلك الحين... واليوم أبكي... أحياناً تراودني رغبة البكاء وأنا جالسٌ مع رفاقي أو في مقعد الباص...
بالأمس بكيتُ لأنني أحسستُ بالهزيمة والعار والخوف... بكيتُني وبكيتُ كل الأحزان التي حدثت وتحدث وستحدُث...!،
2019-8-9/8
إلى أين تسير؟
ماذا تنتظر؟
متى تصل...؟
تنتظر وتنتظر... ملَّ الإنتظارُ منك وتعبت من المسير... تعبتْ من الإنتظار!
لستُ وحيداً وأنا وحدي، وحدتي صارخة... مُؤلمة أحياناً مع الآخرين!
وأسيرُ لا أدري إلى أين... أسيرُ وأفطن لتيهي لضياعي، أتوقفُ قليلاً وأسيرُ مُجددًا لا أدري إلى أين!
لن تجد جوابًا... ثمة أسئلة كثيرة وتتكرر وتزداد، ربما عليك الإعتياد؟ أو عليك أن تُخطأ وترتكب الحماقات...!
في الخارج الكثير من التعب وأنت مُرهق... تماماً مُرهق!
جنوني يزداد وعقلي يُؤلمني أكثر... يُؤلمني جدًا...،
... إلى أين أسيرُ؟
وهل سأكون حُرًا... هل أنا حُر؟؟
لم أكن حُرًا... لن أكونُ حُرًا إلّا عندما أنجو من هذه الحياة، وهذه الحياة لذيذةٌ جدًا وكريهةٌ أكثر، ومليئة بالعبيد والحمقى!
والتفاصيلُ تبتلعُني... دائماً تمضغني على مهل ومن ثم تتقيأني بعدما أصيرُ كريهًا ومُقرفًا... وأخرجُ غيري، أنا مُشوه مليء بالإختلاف... وأعتادُ أستمر، أستمرُ في أن أكون فريسة للتفاصيل،
أنا لستُ صديقًا جيدًا ولا قريبًا كما يجب... أنا صديقني وقريبي!
لا تقترب منهم ولا تنتظرهم ولا تتوقع منهم شيئاً... دعهم وعِش في داخلك،
معهم لا تفهم وتُحاول إمساك بعضك عن أن يزول عنك... معهم الحيرةُ تزداد وأنت معهم تشعر بالإغتراب عنك!
لا أدري كيف سأكتب... لديّ الكثير، ولكن.... ثمة عجزٌ يشلّني عن التعبير... عن كتابة ما أريد!
لماذا أكتب؟
أكتب لأنني أعي تمامًا ما يحدثُ لي...
يحدث أن تتغير بشكل فظيع... أن لا تعرف من أنت؟ وتضعك الحياة أمامك عاريًا وتشعر بضعفك الفاضح والمُرعب، وأن تتلوث من الخارج وتَعي بإنك أخطأت لأنك لم تكن تخاف وما زالت لا تخاف لكنك إنسان محدود ومليء بالتناقضات...
هل تفهم...؟
لمن أتحدث...!
إنني أفتقدني جدًا...!
اليوم العاشر من آب...
من السيء أن تكون بطلًا في حياة أحدهم... أو أن تكون محبوبًا!
أن تحنّ إلى ذاتك القديمة وتندم على أفعال وحياة عشتها... من السيء أن تفتقد ذاتك أن تشعر بأنك مُنتهك ومُستنزف بلا معارك حقيقية... أن تشعر بشعور منقوص وبأنك سيء ومُثير للشفقة!
والأسوأ أن تفقد ثقتك بك.. أن تلمس جراحك وتفهم حالاتك وتعجز عن خوض الحياة، أن ينتابك إحساسٌ بالموت... الموت المُؤقت... الموت المحسوس،
لا أعرف لماذا أبتعد عن الناس... لماذا أُشفق عليهم وأكرههم وأشعر بهم كثيراً... الشعور بالآخرين مُؤلم... جدًا مؤلم!
أن تملك ذاكرةً قوية، يعني أن تجد نفسك دائماً مُحاصرًا بالمشاهد والأحداث...!
الآخرين وهم...
أن تندم يعني أن تكره جزء منك... والندم يقترن بالماضي، الماضي الذي يمتد للمستقبل، لا تعلم كيف ستحيا بعد كل الذي حدث... وكيف ستواجه المجهول؟ كيف ستتعافي من تعبك... من هزائمك وخوفك وكل الأشياء التي قد تحدث!
كيف لن تكون كما أنت الآن... وما أنت الآن؟
سجنك هو الماضي... تحرر منه!
والناس لا تأخذهم على محمل الجد... لا تقترب منهم!
وأعتصم بنفسك....!
يعودُ الماضي... يعودُ كأنه لم يغيب كأنه حاضرْ!
من سذاجتي أُريد منه أن يغيب لأنه إنتهى... وسذاجتي هذه هي سبب مُعاناتي!
الماضي جزء أصيل من الحاضر والمستقبل... الماضي موجود وليس مُجرد عبارة ينبغي أن تُمحى... ولا فكرة لابد أن تتغير...!
نعم أنا أتغيّر... أثور على وضعي وأتحرر من كل شيء، ولا أستقر ولا أطمئن ولا أرجو أن أصبح عبدًا للأشياء من حولي، وحتى الماضي لن يكون سوى شيءٌ حدث، شيء لا أخافه ولا أهرب منه بل هو جزء مني عليّ أن أقبله لأتحرر من خوفي الذي نَتج عن خبرات كل الذي حدث وظننتهُ إنتهى... الإنتهاء النهائي هو الموت، هو حالة "اللاوعي"!
والخوف يأتي من الضعف والجهل والإستسلام والفراغ.... الخوف هو وسيلة لإستعباد الحيّ وترويضهُ وإستلابه وتدمير ذاتيته!
، عليّ أن لا أخاف... عليّ أن أنتصر أو أموت، لا خيار ثالث... الخيار الثالث هو أن أصيرَ "عبدًا" خانعًا لأسيادي... وما أكثر الأسياد والعبيد، والأحرار هم العملة النادرة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق