لستُ بطلًا...
ولستُ صبورًا، ولا أحتملُ أتفه الصعاب وأجدني في يومي ضعيفًا... حائرًا... وخائفًا جدًا، أحيانًا أشعرُ بأنني أملك قوة خارقة، وأعي تمامًا ضعفي وقلّة تحمّلي...!
لكنني لستُ راضيًا ولا أستسيغُ الأشياء... لا أرغب في أن أعيش أيامي "غائبًا" وأهربُ مني لأطمئن للضجيج... لعاديّة الأشياء وتكرارها المُمل... والحياةُ مُؤلمة ومليئة بالتحديات التي تحتاج قوة... ربما هي قوة "اللاوعي... الهروب... والرضى والتسليم... وعدم التفكير"!،
لا... لستُ بطلًا أو ضحية أو... شخصٌ يعيشُ أيامهُ حالمًا ومُستغرقًا في روتينه اليوميّ ولا تُلفت إنتباهه... لا يحتار ولا يَقلق، إزاء تناقضات الحياة وجدواها ومعناها وقيمتها!
لن أكون عبدًا لسيّد... لإله... لشيء ما،
لن أكرهني وأبحث عن سلوايّ في مآسي البُؤساء والتعساء... لن أكون مهزومًا وطريدًا ومُستضعف، لا لن أدّعي مثالية زائفة وبطولة خيالية، فأنا أبكي لتفاصيل حزينة تُصادفني أو تتعلقُ بي وأضحك أمام كوميديا الواقع... وأحزن وأفرح لمشاهد الحياة اليومية، وليس الوجود هُنا سوى تساؤلات...
وأجوبة ضائعة أُحاول إيجادها... وتيهٌ مُستمر... الحياةُ تيه،
والموت... حقيقة ومنارة نستهدي بها.... لعلّ الميناء هُناك حيث الضوء، هل هو ضوء أم خيال؟!
هُنا موجٌ يتلاطم ويضطرب، هُنا سفينٌ لا ندري متى صعدناه ومن الرُبان؟!
هُنا إظلامٌ يبدو أبديّ... وإشراقٌ لا يستمر... يبدو أحيانًا أبديًا أيضاً... لكنه عادةً ينتهي بسرعة!
لكنني هُنا الآن...
والآن أنا بحاجة وهم ما... بحاجة كذبةٌ تُخبرني بأنني سأنجو، وسأصل الميناء وأبقى فيه للأبد، والميناءُ بعيد...!
سطرٌ جديد:
لستُ "مثاليًا" ولا أرتدي تلك القشور والزخارف والألوان الزاهية...
المثاليةُ(أرى بأنها تلك الأفعال والمشاعر وكل شيء غير أصيل.. كل شيء يتم لأرضاء الخارج إجتماعيًا)... هي مرض مُزمن وله درجات أشدّها أن يتحول الإنسان لدُمية لا تملك أيّ إرادة حُرة،
نعم أرتكب الأخطاء والحماقات وأعيها وأبكيها في ظلام ليلي وبعيدًا عن العيون أجلس لأُحاكمني وأُدينني، ولا أنسى عفوي عني وفخري بأنني أعيشُ بشكل حقيقيّ،
أنا أأسف لكل الذي حدث... أحيا أتألم لألم الوجود ومُعاناة الموجودين، وأفرح كثيرا بأشيائي البسيطة وأنتشي لإنتصاراتي وحتى هزائمي لا تهزمني إنما تجعلني أكثر حياةً وشعور ووعي...
أكره التمحور حول الذات وأكره (قليلًا) ما أحسبه خلل إجتماعي أُعاني منه، وأسعد لأنني أعي ذاتي وأعرفني... كم يجهل الإنسانُ ذاته؟
لا أطلب الراحة ولا الطمأنينة... أنا حيٌ لأقلق وأثور وأغضب وأُعيد المُحاولة!
إكتشفت الله والأخلاق والحياة وما زلت أكتشف... أرى الله ولا أخافه... لا أعبده... لا أطلب جنته... لا أهرب من الجحيم، لا أرضى بجحيمي الأرضي لأن الجنة بعد الموت ستكون بيتي الأبديّ... ليس ثمة أبد! اللحظات تتسرب منا، علينا أن لا ننسى الآن... أن لا أعيش مُحتضرين ونموت نادمين على كل شيء!،
في الخارج ألمسُ "اللاحياة" وأتحسسُ برودة الأماكن وضجيجها الحزين وأنينَ الأرض... الأرضُ تبكينا، الأرض حزينةٌ علينا، ونحنُ غافلون... غائبون... ميتون ونُسرع في خطانا نحو اللاشيء... نحو الظلام الدامس والغياب الأبدي!
كم سنبكي أيامنا... ومتى سنعرف بأننا مسروقون وتم إهدارنا حتى النهاية؟؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق