الأربعاء، 28 أغسطس 2019

رسالة لصديقي الله

صديقي الله، أكتبُ إليك مُجددًا...

مرّ وقتٌ طويل، ونسيتك في غمرة إنشغالي اليوميّ باللاشيء تقريبًا، ولستُ أعتذر عن هذا الغياب، لكنني تنبهتُّ منذ قليل إلى أنني لم أكتب إليك من زماان... وها أنا أكتب:
هل أنت صديقي بالفعل؟ أم أنك مُجرد أكذوبة/وهم/فرضية إختلقها الأقدمين وتوارثتها الأجيال بأمانة وإخلاص؟!

المُلحدون بك كُثر، لكن أغلبهم "حمقى ومُغفلين"!
والمؤمنون بك أكثر، وهم أيضًا لا يقلْون حماقةً وغفلة عن المُلحدين!

لن أتهمك بشيء إطمئن، ولن أسألك عن أيّ شيء يُثير التساؤل والإعجاب والإستغراب... ولكن هل بالفعل أنت المسؤول عن هذا الوجود؟!
إذا كنت أنت المسؤول، وأنت كما يدّعون إلهًا كاملًا ولك عرشٌ وملائكة لا يعصون أوامرك، ونحن كلنا عبيدك، وبيدك -إن صح وكان لك يدين- وبيدك (بالطبع اليمنى) اقدارنا وكل ما يعنينا... إذا كنت كذلك فأنت واحد من ثلاثة، إما مجنون أو مهووس أو أحمق بذكاء!!

هل يُعقل يا الله أن تفعل كل هذا؟
ولماذا...؟
لماذا تنظر إلينا بعين مُشفقة وأخرى ساخطة؟
بالمُناسبة، هل لك عينين؟ وما لونهما؟ وهل لعيانكَ سحرًا يفتن... يفتن مَن؟ هل أنت تملك قضيب أم كُس؟!
أووه... المعذرة يا الله لم أقصد إهانتك... أنت لا تُشبه شيء، فكيف أتجرأ على تخيّل إمتلاكك لأعضاء إنسانية، ولكن ألم تقل في إحدى كتبك التي أوحيت بنصوصها لأحد أنبيائك، بأنك خلقت الإنسان على صورتك...؟؟
المُهم الآن، أخبرني بالله عليك... عفوًا، أخبرني يا من تعلم كل شيء وبيدك كل شيء، أخبرني متى اليوم الذي ينتهي فيه هذا الوجود؟ متى تتوقف هذه اللعبة السخيفة والمُملة والسامجة... بالمُناسبة نحن جميعاً نكرهك بدرجات متفاوتة، وصدّق بأن المؤمنين يكرهونك أكثر وأشدّ من المُلحدين... المُلحدين لم يعرفونك فقط، أما المؤمنين فهم يخدعونك صدقني يا... يا الله،
حسنًا... أخبرني عن آخر أعمالك؟!
لا تتأخر عن الإجابة، أنا أنتظرك يا صديقي العزيز... آه، أنت لست صديقي، أعتذر عن هذا الخطأ المقصود وهي كلمة بروتوكولية مشهورة لا تأخذها على محمل الجد... فأنت لست صديقي، أنت... مَن أنت يا الله؟؟!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق