الاثنين، 5 أغسطس 2019

عنّي...!



من أين سأبدأ وكيف؟ وأنا أكتبُ عني!
أنا الذي أخوضُ حياتي وأواجهُ الأشياء... ما هي القوة التي أواجه بها؟ وما هي الأشياء التي تُواجهني؟!
هل أنا بالفعل في مواجهة؟ أم أنني أتوهم بعض ما يجري!
أمتلأُ بتراكماتٍ بعيدة وقريبة...!
وتتخزن الأحداث والمواقف وتأخذ أبعادًا جديدة... عابرون وتغيّرات وخوفٌ من آتٍ وقلقٌ آنيٌّ وماضٍ يقفُ قريبًا يعوي... يبكي.. يضحك... يصرخ... يبصق... يتألم... وألتفتْ: أينهُ؟!
إنني أرى في الوجوه الحُزن... والخوف... والألم... هل ثمة فَرح؟ بالطبع هُناك فرحات تحدث لكننا نخافها، نهزمها بالحُزن... كأننا أدمنا وتشبّعنا من الاحزان ولم نكتفي وربما لن نكتفي،!
كلّنا مرعوبين من الموت والإنتهاء، نلتهي عن القلق بشأن التغيير الذي يحدث يومياً ونفاذ وقتنا في هذه الحياة، بأن ننسى أو نتناسى الوقت... نعيشُ هاربين منّا!

في داخلي إنفجارٌ حدث... تغيّر فادح طرئ... وقلب موازيني،
أنا صرتُ عاريًا أمام الأشياء التي تسخرُ مني وتُدينُ عُريي الفاضح؟!
هل من السيء أن أكون ضعيفًا... وخائفًا...؟!
هل من الضروري أن أكون كما الآخرين... أن أنسلخ عني وأتلبس هذا وذاك؟؟
ترى الآخرين أقوياء... سُعداء كثيرًا... ناجحون... ليسوا كما أنت وأنا، أنا الضعيف والفاشل والحزين والسيء و و...!
والآخرين كما أنا وأنت... كلّنا واهمون بشأن كل شيء!!
وربما الحقيقة الوحيدة هي: الموت... الموت الذي يضعنا أمام حياتنا كمسؤولين، وعابرين... لذلك علينا أن لا نقلق ونخاف كثيرًا، نحنُ لسنا سوى أجساد تهرم في كل يوم لتفنى في النهاية، فلنتمسك بلحاظتنا، ولنعيش كل التفاصيل ولنرتكب الحماقات والجنون، لعلنا نموت شجعانًا لا أموات قبل الموت،
حياة ما بعد الموت هي بالمقام الأول تخدير لألم الكائن الذي يعيش ميتًا بفعل العديد من العوامل، فما فائدة إيماني بجنان في مكان بعيد جدًا فيها ما فيها من النِعم، وأعيشُ جحيمي الان وأمس وغدًا...! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق