السبت، 24 أغسطس 2019

في إنتظار شيء ما...
أجلسُ تحت الدالية.... في ظلها وتتسلُ إليّ أشعة شمسُ آب اللهاب، وتُداعبني نسمةُ هواء، الصباحُ في آخره، والظهر أَقبل مُتجهمًا وقد يبتسمُ لي...
في داخلي كلماتٌ كثيرة، وأنا مع إزدحام كلماتي أعجز... لا أجدُ عبارات لتكون وليدة مخاضي المُؤلم، لا بأس فقد إعتدتُ هذا الألم!

لا أنتظرُ شيء الآن... الإنتظار عذاب فظيع! 

في السوق المُزدحم، وبين مئات.. آلاف البشر، أشعرُ بالهزيمة والغُربة، لا أدري لماذا يُداهمني هكذا شعور في كل مرة أجيء بها إلى هُنا... وأكرهُ جسدي وكل الأجساد التي تتحرك هُنا وهُناك... أشعرُ بعداوة العيون وشهوانيتها و... أرى في العيون أسباب "تخلّفنا" وبأننا محضُ أجساد بلا عقول ولا قيمة، 
كل شيء غريب ومُثير للدهشة... مع أن كل شيء مألوف ومُعتاد، 

قبل قليل وأنا أسيرُ في السوق بعدما غرقتُ بالعرق والضجر في السيارة بإنتظار "نساء يتسوقن"... 
إستوقفني أحدهم وأنا عائد من أعلى الرصيف، وشدَّ على يدي بعدما صافحني... لثوان أحسستُ بالإهانة، بعدما بدوت مُرتبكًا جدًا، نعم أنا مُرتبك لا لشيء فقط للمُفاجأة ولكن إرتجافي اللعين لأسباب صحية ربما يجعلني أبدو كأحمق أو مطلوب... 
بادرتهُ بعدما سألني عن الهوية التي لم آخذها وجزتاني من السيارة، "وين إثباتك كبحث جنائي وزيح يدك عني ولا تمسك إيدي هيك..." وبعدما اخرج لي إثباته... 
أجروا وهما إثنين لي إختبار وتبيّن لهم بأنني بريء... الغريب في الأمر هو عدم إحساسي بأي غضب وكنت حرفياً أشعر بسعادة داخلية... فهذا الحدث غيّر مزاجي الضجر والقرفان، أنا الآن جدًا سعيد... شكراً لرجُليّ البحث الجنائي أو الأمن الوقائي! 

ما أثقل هذا اليوم، وما أثقل الشعور الشديد...! 

عُدت لمكاني... 
للأريكة والطاولة التي تحمل فوقها منفضة سجائري ودفتري ووصلة كهرباء وشاحن... في الخارج غُربة رهيبة، وفي داخلي خواء وأمتلاء شديديّن،
لن أكتب المزيد، أنا فقط بحاجة نوم ينتشلني من هذا الوعي المُقرف للاوعي لذيذ،! 
في الصباح سألعن يومي هذا... الرابع والعشرين من آب. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق