إعزف لي الموسيقى يا رفيق، ودعني والنجومُ أمامي ثابتات والقمرُ شرقيّنا جاء مُتأخرًا،
إعزف لي ولا تُغني لا تقلّ شيئًا... إعزف ودعني والنجوم... والليلُ والضوء الشحيح من مصباح بعيد، يُنير المكان، ولكن المكان مُعتم وأرى أُصص الأزهار البعيدة،
إعزف لي يا رفيق... واللعنةُ على كل شيء، وعلينا لعنة نحن الجالسون هُنا،
إعزف لي نشازًا... لا تُحاول إتقان اللحن، وأنا لن أتحدث بما يجولُ في نفسي... لن أقول لك بأني "حزينٌ جدًا"! لذلك إعزف ولا تُبالي.. لا تُبالي بكل شيء...
***
تريّث قليلًا... وأخبرني عنك،
يا رفيق لن ينالوا من جوهرك ولن يلوّنوك بألوانهم الكريهة، صدّقني أعزُّ ما تملك جوهرك لذلك، دعهم وأحفظ جوهرك،
إحمي تلك القطعة المخفية منك، إحمها وراعها ودافع عنها، ومُتّ دونها... أنت شهيد، شهيدٌ في زمن قلّ فيه الشهداء وصار الموت عادةً إجتماعية سخيفة،
سيرحلون تباعًا ويدعوك وأنت... وستذهب باحثًا عنك الذي ضاع أو أضعتهُ، في تماهيك مع الخارج، ورحت تبحث في متاهات، وبعد بحث مُرهق وجدتَ بعضك، وفقدت مُعظمك، وبتَّ أجزاء قليلة يبدو عليها الإلتصاق الجديد ومليء بالثغرات... مليء بالفراغات، وتؤلمك تلك الفراغات جدًا، وتؤلمك أكثر مشاهد تراها من بعيد... تراها بشكل جديد، وترى كمّ تغيّرت دون أن تعلم!،
إعزف لي نشازًا جديدًا، لا... لا تُحاول تجميل العزف أنقر الأوتار بلا نظام بلا ترتيب، ودعني أخبرك بصمت، إقرأ من صمتي كلماتي: لا يعنيني الخارج، في الخارج "لا حياةٌ" مُستمرة، في الخارج تكرار مُستمر ومُمل... وعيون زائغة وقسوة مريرة، وتباهي باللاشيء...
في الخارج خراء كثير، وخواء كبير، وأنا يا صديقي ملعونٌ بالتركيز والتحليل وتساؤل مُلّح حول الجدوى والقيمة والغاية وماذا بعد؟
لا تتوقف عن العزف، ودع صمتنا يتحدث عن: هذا الليل الطويل والمُعتم والبدر الخجول والنجوم البعيدات... عن وطن نكرهه بقدر عشقنا لهُ، عن أُناسٍ رحلوا وتركونا نجترّ الذكريات البعيدة ونُلامس بقاياهم... كم نحنُ حمقى يا رفيق؟
ففي عالمنا هذا، الويلُ للمُستيقظ للذي يَعي افعالهُ ويُدرك الواقع... "واقعٌ" واقعنا يا رفيق، ولكننا نأبى الإعتراف والتسليم بالأمر الواقع...!
نعيشُ أوهامًا... وهل لنا سلوى سوى الوهم اللذيذ، وعذابٌ هو الإستيقاظ من وهمٍ لذيذ...!
لا تعنيني مخاوفهم وعُقدهم، وهُم قطيعٌ من الحمقى والمُغفلين والمُدّعين... وقلوبهم تنبضُ بالموت، وعيونهم لا تتوقف أمام وردة أو مشهد غروب أو شروق، عيونهم تبحثُ عن شيء ما ليس موجود، وعقولهم مُمتلئة بالفراغ والسُخف والأحكام المُسبقة والصور النمطية... ويخافون القُبل والحُب والحُضن والله والغد والأمس وبعد قليل... يخافون من كل شيء، ويموتون ألف مرة، ويعيشون كثيرًا، هل الملل يعرفهم؟ أم أنهم يهربون منه دائمًا ويجدونهُ في كل شيء، لذلك تجدهم نوّامون ويكرهون الجلوس والمشي وحدهم، هل انا أكرههم؟ انا أكرههم كقطيع ويُحزونني أفرادًا... ولا يعنيني أمرهم!
إعزف لي ولا تُغني لا تقلّ شيئًا... إعزف ودعني والنجوم... والليلُ والضوء الشحيح من مصباح بعيد، يُنير المكان، ولكن المكان مُعتم وأرى أُصص الأزهار البعيدة،
إعزف لي يا رفيق... واللعنةُ على كل شيء، وعلينا لعنة نحن الجالسون هُنا،
إعزف لي نشازًا... لا تُحاول إتقان اللحن، وأنا لن أتحدث بما يجولُ في نفسي... لن أقول لك بأني "حزينٌ جدًا"! لذلك إعزف ولا تُبالي.. لا تُبالي بكل شيء...
***
تريّث قليلًا... وأخبرني عنك،
يا رفيق لن ينالوا من جوهرك ولن يلوّنوك بألوانهم الكريهة، صدّقني أعزُّ ما تملك جوهرك لذلك، دعهم وأحفظ جوهرك،
إحمي تلك القطعة المخفية منك، إحمها وراعها ودافع عنها، ومُتّ دونها... أنت شهيد، شهيدٌ في زمن قلّ فيه الشهداء وصار الموت عادةً إجتماعية سخيفة،
سيرحلون تباعًا ويدعوك وأنت... وستذهب باحثًا عنك الذي ضاع أو أضعتهُ، في تماهيك مع الخارج، ورحت تبحث في متاهات، وبعد بحث مُرهق وجدتَ بعضك، وفقدت مُعظمك، وبتَّ أجزاء قليلة يبدو عليها الإلتصاق الجديد ومليء بالثغرات... مليء بالفراغات، وتؤلمك تلك الفراغات جدًا، وتؤلمك أكثر مشاهد تراها من بعيد... تراها بشكل جديد، وترى كمّ تغيّرت دون أن تعلم!،
إعزف لي نشازًا جديدًا، لا... لا تُحاول تجميل العزف أنقر الأوتار بلا نظام بلا ترتيب، ودعني أخبرك بصمت، إقرأ من صمتي كلماتي: لا يعنيني الخارج، في الخارج "لا حياةٌ" مُستمرة، في الخارج تكرار مُستمر ومُمل... وعيون زائغة وقسوة مريرة، وتباهي باللاشيء...
في الخارج خراء كثير، وخواء كبير، وأنا يا صديقي ملعونٌ بالتركيز والتحليل وتساؤل مُلّح حول الجدوى والقيمة والغاية وماذا بعد؟
لا تتوقف عن العزف، ودع صمتنا يتحدث عن: هذا الليل الطويل والمُعتم والبدر الخجول والنجوم البعيدات... عن وطن نكرهه بقدر عشقنا لهُ، عن أُناسٍ رحلوا وتركونا نجترّ الذكريات البعيدة ونُلامس بقاياهم... كم نحنُ حمقى يا رفيق؟
ففي عالمنا هذا، الويلُ للمُستيقظ للذي يَعي افعالهُ ويُدرك الواقع... "واقعٌ" واقعنا يا رفيق، ولكننا نأبى الإعتراف والتسليم بالأمر الواقع...!
نعيشُ أوهامًا... وهل لنا سلوى سوى الوهم اللذيذ، وعذابٌ هو الإستيقاظ من وهمٍ لذيذ...!
لا تعنيني مخاوفهم وعُقدهم، وهُم قطيعٌ من الحمقى والمُغفلين والمُدّعين... وقلوبهم تنبضُ بالموت، وعيونهم لا تتوقف أمام وردة أو مشهد غروب أو شروق، عيونهم تبحثُ عن شيء ما ليس موجود، وعقولهم مُمتلئة بالفراغ والسُخف والأحكام المُسبقة والصور النمطية... ويخافون القُبل والحُب والحُضن والله والغد والأمس وبعد قليل... يخافون من كل شيء، ويموتون ألف مرة، ويعيشون كثيرًا، هل الملل يعرفهم؟ أم أنهم يهربون منه دائمًا ويجدونهُ في كل شيء، لذلك تجدهم نوّامون ويكرهون الجلوس والمشي وحدهم، هل انا أكرههم؟ انا أكرههم كقطيع ويُحزونني أفرادًا... ولا يعنيني أمرهم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق