الجمعة، 9 نوفمبر 2018

فتاة البرزخ (3)

10:03ص
مزاجي بهالفترة سيء.. والسبب: الدوام ! والفرحة التي تبزغ فيّ كل حين: إقتراب نهاية الفصل! فصلي الأول بالجامعة..!
قبل ما ادخل الجامعة كنت مفكرة إن التعاسة الحقيقية هي التوجيهي.. وبس دخلت للجامعة إكتشفت إن التعاسة او أي شعور آخر يرتبط بالشخصية مش بالحال والوضع.. مدري ليش حاسه إن الناس يبحثون - بشكل دائم - عن أسباب تحسسهم بالبؤس والتعاسة في كل تفاصيل حياتهم!
أعلم بأن الحياة (بنت كلب) كأقلّ وصف، بس كمان هي (جميلة وحلوة) بالمُقابل!
ليش الإنسان (العربي خصوصاً)، يكره إنه يكون جديد/جاهل/غريب/مش فاهم شو الطبخة ؟ قبل ما يبلش بأيّ شيء؟؟
كيف بدنا نقنع عقلنا الباطن، بأننا لم نولد عُلماء وذوي خبرةٍ وفهم ؟؟ 
مرات (كثيرة) أشعر بأن كل العلاقات اللي بين الناس (صداقة/حُب/أخوّة)، ما هي إلا.. محضُ كذب وخيال!
ومع ذلك قلّما تجد بني آدم إستطاع الحياة وحدة!
وغير هيك، فعلاً عندنا (فهم خاطئ) للصداقة والأخوة وحتى العلاقات العابرة أو السطحيّة ؟ يعني جدّ ليش نتعلّق بالآخرين شو ما كانوا ؟ مش قادرة أكتب الفكرة اللي براسي. عندي محاضرة مهارات إتصال كمان نص ساعة وصاحبتي رنا رنّت عليّ مرتين عشان اجيها ورا مبنى الخوارزمي.

***

أنا رؤى. إسمي الذي فُرض عليّ كأيّ معلومات شخصية أخرى. وُلدتُ في أغسطس، وكانت لي لعبةٌ من صوف، تقول أمي بأن جدتي صنعتها، عندما كانت تعيشُ في بيت والدها المقدسيّ.. 
أكره؛ مزاجي المُظلم وفرحي الشديد، المشي وحدي والجلوس مع مجموعة أشخاص، الساعات وبناطيل الجينز الضيّقة (مع أنني لا أرتدي غيرها!) وحجاب الرأس، صوت التلفاز المُرتفع وحاجتي المُلحة للبكاء عندما.. لا أستطيع فهم مُعادلة رياضية أو قبول واقع كإغتصاب فتاة وقتلها ومن ثم إحراق جثتها او إنفصال أحبةً ما، أكره دورتي الشهرية وتعرّقي وخفقانُ قلبي لرؤية رنا كحبيبة لا صديقة، رغبتي في العُري الصارخ معها، وكشف أسرار جسديّنا وولوج تلك المحجوبات عنّا، كلعقي لمهبلها او إدخال أصابع يدي في.. أكره هذا الارتعاش في يديّ وهذه الرائحة العفنة التي تنبعث في الباص الآن.. وأنا عائدةٌ للبيت وبجانبي تغفو رنا، وجهها الطفولي والانهاك الواضح عليها، أنا مفتونةٌ بها، وعليّ.. أن لا اتجاوز حدود الكتابة!.

***

ما هي "حدودي الكتابيّة" ؟ 
ولمن أكتب؟ أو لماذا أكتب ؟ 
هل أكتب لأنني أعجز عن الكلام.. التعبير.. الصُراخ.. المُواجهة ؟ 
نعم. أنا فقط أكتبُ ما لا أستطيع البوح به.. ومَن يحتمل ثرثرتي.. غضبي و"شذوذي" ؟ 
لكن الأسئلة/الهواجس، بدأت تُقلقني.. بل تُرعبني!  
كلماذا أخجل من شكل أنفي وأعتقد بأنني أبدو قبيحة للآخرين ؟ وبأن رائحة عَرقي تملأ ايّ مكان أجلس فيه ؟ ولي رائحة فمٍ كريهة ؟ واملك شخصية ضعيفة/خجولة ؟ وقد أكون "شاذة" جنسياَ.. أرغب بمُضاجعة أحد زملائي بينما أقبلُّ صديقتي رنا قبلةً حارة على فمها ؟ 
أنني مُتعبةٌ جداً.. ورأسي بدأ يثقلُ بي.. ولا أرغب بالنوم.. أرغبُ فقط بالكتابة.. وهذا الأمر يزيدُني تعباً.. يملأني خوفاً و... يجب عليّ أن أنام الآن.

***

2017/12/17
2:45ص
لا أستطيع الكتابة !
.....
.....
يوماً ما.. 

***

2017/12/23
1:56ص
خائفة. 
حياتي تغيّرت.. تبدلّت.. كيف ؟ ومتى ؟ لا أدري!
هذه الكآبة تجثمُ على كاهليّ منذُ.. لا أدري! 
دائما أستطيع تحملّها، لكنني أحيانا أسقط مُنهكةً بسببها ! 
"اللاأدري" هي المُعضلة، لأن جهلنا يُغذّي الرُعب فينا، ويجعلنا "ضعيفين" بمعنى الكلمة. 
.....
لم أعد أحتمل "إطلاقاً" وجودي بين.. عائلتي، صديقاتي، زملائي، تحولت جلساتي مع معارفي لأوقات صعبة ومُؤلمةٌ جداً.. وارتاحُ كثيرا لوجودي وحدي.. وحدي معي!
كيف لي أن استمر في التظاهر..؟ وأنا كافرةٌ بالواقع! 
كفرتُ بـ العادات، الدين، الوطن، الأمل، الأهداف والطموحات، الأحبة والاصدقاء والأهل، حتى النوم والاستيقاظ ووجوب شرب الماء وتناول وجبات الطعام!
وأعلم بأنني بعد ساعاتٍ قليلة سأستيقظ "خائفةٌ" ومُشمئزةٌ كثيراً.. من كتابتي هذه، وسأرغب بمسح/حذف/تمزيق كلُّ ما كتبت، ولن أفعل أعدُّ نفسي بذلك.
2018/9/22 | 10:39م









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق