وقد كُنتَ لي كليلي الطويل ومَسيري الصعب. وقد كنتُ أنا دائماً راحلةً مُودعة. دائما أحمل حقائبي ومتاعي الثقيل فوق ظهري واسيرُ في طُرقٍ مُتعددة وكثيرة، بعضها مُوحشٌ جداً..
وبعضها مليءٌ بالمُنعرجات والالتفافات والصعود والهبوط.. متاعي كانَ وهماً.. لم يكن شيئاً محسوساً أبدا.. كان دائم الشفافية، ثقيلٌ كلما زاد في عدم وجودة !
لكنني الآن ما زلتُ في سفري أحمل متاعي وحقائبي صار لونها رمادياً !
أتغيّر كلما تقدمت في سيري خطوات، وانتكسُ كلما هاجمتني ذكرى قديمة ! ودائماً انتكس! أنا طفلةٌ لم تتجاوز العشرين تنحني فوق قبر وليدها الشيخ الهَرم ! لا تبكيه إنما ترثي نفسها، وتبكي حصنها المنيع أمام رياح المنيّات المُفاجئة !
لا أدري كيف ؟
كنت أمشي في ظلام بين أشجار طويلة لونها كئيب. وأمامي طريقٌ طويل، والضباب من حولي كان كثيفاً وبعيداً وقريباً !
الشمسُ ! أيّنها ؟
لم تُشرق بعد ؟ ام أنها تحتجبُ عني !
***
....
كان يوماً خريفياً بإمتياز، وكانت الشمس توشكُ على المغيب. وكنتُ أغيب او اتضائلُ رغماً عني !
....
في حديثي معها لم أتحدث بما أريد ! كنت لا موجودة وأضحك بلا إنقطاع، قطرات ماء انبجست من عينيّ، هل كنت أبكي من شدّة الضحك؟ 2018/3/7
....
يا أمي كيف لي أن أحيا وأنا أعلم بأنني أنتهي ؟
لن احتمل -وأحتمل رغماً عني- ظلام الليل وحرارة النهار، زمهرير الخارج واختناق الداخل !
وكان لا يدري كيف حدث... كل شيء ؟ لماذا لا يموت لينتهي كل شيء ؟ لينتهي من ألمٌ شديد وضيق يبدو ابدياً ولا يدوم ! لعلّ الطفل لا يفهم ! ولعل الجائع يشبعُ من النظر والخيال الجامح ! ولعل الأم لم تُنجب سوى أموات ! ،وماتت في مخاضها الأول ! ولعل الصفعات لم تسقط على الوجوة الغافلة والآمنة! والنائمين متى يستيقظون ؟ بلا ضوء أو نهار !
بلا ضجيج وصُراخ ! متى يصمت الضجيج الصارخ؟؟
***
اليوم كان مُتعب وصعب. وفي هذه اللحظة أدركت بأنني تغيّرتُ.. كثيراً !
لا أعرفني ! فكيف لي أن لا أتوه وأضيع ؟
المُهم، أنا الآن في فراشي الدافئ، وأشعر بجسدي المُنهك وقد تعافى بعد الحمّام الساخن، وكأنه طفلٌ أُهديت له لُعبةً (طالب بها بإلحاح).
.....
الجهل أساس الشرور والمصائب، والمعرفة هي الترياق الثمين. لا أدري من أين/كيف جائت هذه الحكمة التي املاها عليّ عقلي.. ؟؟
ــــــ•ـــــ•ــــ•ـــــ««
نهاية القسم الأول من "فتاة البرزخ"، 11:30م، 2018/10/15
هاشم عبدالله الزبن
وبعضها مليءٌ بالمُنعرجات والالتفافات والصعود والهبوط.. متاعي كانَ وهماً.. لم يكن شيئاً محسوساً أبدا.. كان دائم الشفافية، ثقيلٌ كلما زاد في عدم وجودة !
لكنني الآن ما زلتُ في سفري أحمل متاعي وحقائبي صار لونها رمادياً !
أتغيّر كلما تقدمت في سيري خطوات، وانتكسُ كلما هاجمتني ذكرى قديمة ! ودائماً انتكس! أنا طفلةٌ لم تتجاوز العشرين تنحني فوق قبر وليدها الشيخ الهَرم ! لا تبكيه إنما ترثي نفسها، وتبكي حصنها المنيع أمام رياح المنيّات المُفاجئة !
لا أدري كيف ؟
كنت أمشي في ظلام بين أشجار طويلة لونها كئيب. وأمامي طريقٌ طويل، والضباب من حولي كان كثيفاً وبعيداً وقريباً !
الشمسُ ! أيّنها ؟
لم تُشرق بعد ؟ ام أنها تحتجبُ عني !
***
....
كان يوماً خريفياً بإمتياز، وكانت الشمس توشكُ على المغيب. وكنتُ أغيب او اتضائلُ رغماً عني !
....
في حديثي معها لم أتحدث بما أريد ! كنت لا موجودة وأضحك بلا إنقطاع، قطرات ماء انبجست من عينيّ، هل كنت أبكي من شدّة الضحك؟ 2018/3/7
....
يا أمي كيف لي أن أحيا وأنا أعلم بأنني أنتهي ؟
لن احتمل -وأحتمل رغماً عني- ظلام الليل وحرارة النهار، زمهرير الخارج واختناق الداخل !
وكان لا يدري كيف حدث... كل شيء ؟ لماذا لا يموت لينتهي كل شيء ؟ لينتهي من ألمٌ شديد وضيق يبدو ابدياً ولا يدوم ! لعلّ الطفل لا يفهم ! ولعل الجائع يشبعُ من النظر والخيال الجامح ! ولعل الأم لم تُنجب سوى أموات ! ،وماتت في مخاضها الأول ! ولعل الصفعات لم تسقط على الوجوة الغافلة والآمنة! والنائمين متى يستيقظون ؟ بلا ضوء أو نهار !
بلا ضجيج وصُراخ ! متى يصمت الضجيج الصارخ؟؟
***
اليوم كان مُتعب وصعب. وفي هذه اللحظة أدركت بأنني تغيّرتُ.. كثيراً !
لا أعرفني ! فكيف لي أن لا أتوه وأضيع ؟
المُهم، أنا الآن في فراشي الدافئ، وأشعر بجسدي المُنهك وقد تعافى بعد الحمّام الساخن، وكأنه طفلٌ أُهديت له لُعبةً (طالب بها بإلحاح).
.....
الجهل أساس الشرور والمصائب، والمعرفة هي الترياق الثمين. لا أدري من أين/كيف جائت هذه الحكمة التي املاها عليّ عقلي.. ؟؟
ــــــ•ـــــ•ــــ•ـــــ««
نهاية القسم الأول من "فتاة البرزخ"، 11:30م، 2018/10/15
هاشم عبدالله الزبن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق