9/16
لستُ مثلهم. لا أُشبههم أنا... إن لي روحًا شاعرية جدًا، وقلبٌ حيّ... قلبٌ ينبض. أسمعهُ يئن/يضحك/يبكي، عندما أكونُ بين الناس، ووحدي قلبي يُحدثني كثيرًا، يُعاتبني... يتوسلُ إلي... يغضبُ مني، ويتعب... كما أتعب، كما تتعب الكلمات وكما تنامُ الأفكار أو تبرد لتموت ببطئ...
بعد مُنتصف الليل، السابع عشر من أيلول:
مليءٌ بالكلمات.
وحدي أسيرُ. ورائي ظليّ. أسيرُ على طريق مليءٌ بالحُفر، الطريقُ يرتفع ومن ثم يستوي، وأرى أمامي قُرصٌ برتقالي، وسقفي سماء... السماء سوداء... هُناك نجمة ساطعة. نجمةٌ أُخرى أقلُّ سطوعًا، ونجمة ثالثة ورابعة... تتاشبه النجوم، وتختلف، مُبعثرة...
أسيرُ نحو الشرق بخُطىً ثابتة، مع أن الطريق مليءٌ بالحُفر، اللعنة على الطُرق... كل الطُرق تتشابه وتختلف كما النجوم... كما الناس... كما كل شيء،
معي ظلي. ورائي ظلي... وورائي قُرى ومُدن، ورائي ضجيجَ وضحك وبكاء، وكثيرٌ من الزيف الباهت...
ورائي كل شيء، وهُنا أنا وظليّ وحدنا... في نهاية مسيري، جلستُ على حافة الطريق، أمامي أرض واسعة مليئة بحجارة سوداء وضوء القمر الشحيح لوّن الأشياء بلون الرماد والضباب...
المكان مُوحشٌ جدًا، ولا أشعرُ بوحشة، أشعرُ بي جيدًا...
في البعيد أضواء تتلألأ وتلٌّ عليه ضوء يعلو بُرج، لا أرى بُرج... أرى ضوء أحمر، مُعلق فوق التلّ.
لا ضجيج ولا أصوات... فقط ضوء قمر وهواء بارد... الهواء كأنه موجُ بحر، موجٌ هادئ، وأنا أسبح... لا أُتقن السباحة في الماء، أنا أسبح هكذا... وأنا جالسٌ هُنا،
اليوم السادس عشر من أيلول. وأيلول شهر نهاية وبداية، بعد أيام يبدأ الإعتدال الخريفي، وهُنا في هذه الصحراء، لا يوجد إعتدال... سيبدأ البرد يفرضُ وجوده، يبدأ في آخر الليل وينتهي عند الضُحى، وقد يُغافل النهار ويمتدُ إليه... أيلول، شهرُ ولادة جديدة وموتْ.
وهُناك في كل الإتجهات، بعيدًا عن هُنا... يحدث كل شيء بشكل عادي، ثمة ولادة وموت...
الآن أسيرُ وظلي أمامي. قُرص القمر صارأصفر/ أصغر وأرتفع.
أعودُ للأشياء التي تركتها ورائي... هاتفي، دخاني، مكاني، خوفي... قَلقي، يجب علي أن أتخلى عن ملابسي في المرة القادمة.
أيلول وأرضٌ عطشى... وجائعة، وأمواج الهواء تهدرُ بصوت العواصف البعيدة والتي تقترب في كل يوم... رائحة مطر، وبرد يتسلل خفية من تحت ستائر القيظ،
في بالي حكايات كثيرة، مللتُ مكوثها، ولا أعرف كيف أبعثها من رقادها؟ مع أنها تستيقظ في كل يوم، تعبثُ بي... تستنجدني، تبكي... تصرخ ،وتنامُ مُجددًا، سيأتي يومٌ فيه تُبعث، وتحيا خارجي، ولا تموت...
ثقيلٌ أنا...
جسدي هو الثقيل، كيف سأتحرر من جسدي هذا؟ كيف أطير فوق الأرض، وأعلو لأرى الأشياء العظيمة مثلًا، بالفعل صغيرة وحقيرة...؟
لستُ مثلهم. لا أُشبههم أنا... إن لي روحًا شاعرية جدًا، وقلبٌ حيّ... قلبٌ ينبض. أسمعهُ يئن/يضحك/يبكي، عندما أكونُ بين الناس، ووحدي قلبي يُحدثني كثيرًا، يُعاتبني... يتوسلُ إلي... يغضبُ مني، ويتعب... كما أتعب، كما تتعب الكلمات وكما تنامُ الأفكار أو تبرد لتموت ببطئ...
بعد مُنتصف الليل، السابع عشر من أيلول:
مليءٌ بالكلمات.
وحدي أسيرُ. ورائي ظليّ. أسيرُ على طريق مليءٌ بالحُفر، الطريقُ يرتفع ومن ثم يستوي، وأرى أمامي قُرصٌ برتقالي، وسقفي سماء... السماء سوداء... هُناك نجمة ساطعة. نجمةٌ أُخرى أقلُّ سطوعًا، ونجمة ثالثة ورابعة... تتاشبه النجوم، وتختلف، مُبعثرة...
أسيرُ نحو الشرق بخُطىً ثابتة، مع أن الطريق مليءٌ بالحُفر، اللعنة على الطُرق... كل الطُرق تتشابه وتختلف كما النجوم... كما الناس... كما كل شيء،
معي ظلي. ورائي ظلي... وورائي قُرى ومُدن، ورائي ضجيجَ وضحك وبكاء، وكثيرٌ من الزيف الباهت...
ورائي كل شيء، وهُنا أنا وظليّ وحدنا... في نهاية مسيري، جلستُ على حافة الطريق، أمامي أرض واسعة مليئة بحجارة سوداء وضوء القمر الشحيح لوّن الأشياء بلون الرماد والضباب...
المكان مُوحشٌ جدًا، ولا أشعرُ بوحشة، أشعرُ بي جيدًا...
في البعيد أضواء تتلألأ وتلٌّ عليه ضوء يعلو بُرج، لا أرى بُرج... أرى ضوء أحمر، مُعلق فوق التلّ.
لا ضجيج ولا أصوات... فقط ضوء قمر وهواء بارد... الهواء كأنه موجُ بحر، موجٌ هادئ، وأنا أسبح... لا أُتقن السباحة في الماء، أنا أسبح هكذا... وأنا جالسٌ هُنا،
اليوم السادس عشر من أيلول. وأيلول شهر نهاية وبداية، بعد أيام يبدأ الإعتدال الخريفي، وهُنا في هذه الصحراء، لا يوجد إعتدال... سيبدأ البرد يفرضُ وجوده، يبدأ في آخر الليل وينتهي عند الضُحى، وقد يُغافل النهار ويمتدُ إليه... أيلول، شهرُ ولادة جديدة وموتْ.
وهُناك في كل الإتجهات، بعيدًا عن هُنا... يحدث كل شيء بشكل عادي، ثمة ولادة وموت...
الآن أسيرُ وظلي أمامي. قُرص القمر صارأصفر/ أصغر وأرتفع.
أعودُ للأشياء التي تركتها ورائي... هاتفي، دخاني، مكاني، خوفي... قَلقي، يجب علي أن أتخلى عن ملابسي في المرة القادمة.
أيلول وأرضٌ عطشى... وجائعة، وأمواج الهواء تهدرُ بصوت العواصف البعيدة والتي تقترب في كل يوم... رائحة مطر، وبرد يتسلل خفية من تحت ستائر القيظ،
في بالي حكايات كثيرة، مللتُ مكوثها، ولا أعرف كيف أبعثها من رقادها؟ مع أنها تستيقظ في كل يوم، تعبثُ بي... تستنجدني، تبكي... تصرخ ،وتنامُ مُجددًا، سيأتي يومٌ فيه تُبعث، وتحيا خارجي، ولا تموت...
ثقيلٌ أنا...
جسدي هو الثقيل، كيف سأتحرر من جسدي هذا؟ كيف أطير فوق الأرض، وأعلو لأرى الأشياء العظيمة مثلًا، بالفعل صغيرة وحقيرة...؟
====
حكايتي بدأت من زمان... وفي كل يوم أعيشُ حكاية تستحق أن تُروى/تُقرأ،
الناس جميعاً حكايات يومية، ولطالما إستحوذت عليّ هذه الفكرة... فكرة إنسان/حكاية، وأرى الناس من هذه الزواية، أراهم حكايات، ستنتهي ويا للأسف ستطويها الأيام التي لا تقف وتُنسى...!
تُنسى الحكايات. يرحل أبطالها، كل الناس أبطالٌ في النهاية، وتستمر الحكايات تبدأ وتنتهي... تنتهي حكاية لتبدأ أُخرى، دولاب يدور... فصول لا تتشابه في الجوهر وتتشابه تمامًا في شكلها العام.
مُقدمة مُوجزة أو مُطوّلة... فصل أول... ثاني... ثالث، وهكذا، والفصل الأخير ليس له رقم، تلك الفصول مع مقدمتها تجتمع بعد النهاية في كتاب... إسمه مثلًا "راحل".
صفحةٌ بيضاء تمامًا... وصفحة ربما في آخر فصل، تمتلأ بالخطوط والأحرف، حتى لكأنها تعرف بأن الصفحات إنتهت، ليس هنالك مجال لصفحة جديدة، والكلمات في تلك الصفحة مرصوصة تماماً، بلا فراغات، بلا ترتيب...
÷÷÷
كنت دائمًا، في حالة مزاجية خاصة تتسم بالفوضى واللافهم، كانت تراودني رغبة الهرب... الهرب من الآن، للماضي أو المُستقبل، المُهم هو أن لا أبقى هُنا... اليوم، أعلم بأن هذه الرغبة هي من بقايا الطفولة وتنبع من جُبن وإستسلام، اليوم لا تراودني هذه الرغبة. أشعر بأن الحاضر والآن أجمل من أمس وغدًا، لأن الأمس ليس إلا ذكرى/فكرة والغد كذلك بأن تُصبح الذكرى هُنا: خيال وردي، والواقع دائمًا مُختلف. 3:07ص
إجلس في الحوش... دع هاتفك، في المنزل، إذهب للحنفية وغسّل وجهك... إدعكهُ أمسح رأسك، تبوّل بجانب الحوش، وإمشي في الحديقة البائسة، ستفرح... عندما تتوقف عند أماكن ذكرياتك الطفولية، وتشعر بأنك غادرت سجنًا، لم تكن تدركه.
يسخرُ الإنسانُ من وجعهُ، حين يكون الوجع حولهُ... فهو لم يشعر بالوجع، إنما رآهُ... سمع عنه... لأن الموجوع يئن أو يصرخ أو يبكي، الموجوع بشكل ملموس وحقيقي لا يسخر!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق