الأحد، 15 سبتمبر 2019

{النهاية} صمويل بيكيت

أنهيتُ للتو رواية "النهاية" لصمويل بيكيت. ليست سوى [80] صفحة. صفحات تتناول حكاية رجل بلا إسم.. بلا عُمر... بلا تفاصيل، سوى حكاية "نهاية" محتومة. نهاية إنسان إختار الغرق (الموت) وقبل الغرق... قبل أن يُقدم على سحب سدادة ثقب القارب الذي، ليمتلأ بالماء ويغرق... قبل كل ذلك، كان كل شيء يحدث يُنبئ ببداية النهاية.

لحظة كانت السبعين أو الثمانين أو التسعين سنة التي مَضت، فجأة تغيرت ملامح الوجه وأكتسبت بلادة وبرودة التكرار، لا إبتسامة حقيقية ترتسم على الملامح. لا شيء، الملامح جامدة، ذات شكل واحد، أما الشعور فهو داخلي، الشعور لا يَشيخ، وتلك هي "المُعضلة"، وذلك هو التناقض المُؤلم، ما بين القشرة والمكنون!
قبل فترة، كنت في الخارج، أرتطم بالآخرين وأشعر بغُربة حُزن مُبهم وشديد، ربما يعود ذلك الشعور لغرقي في تفاصيل الأشياء، ولأنني لا أتوقف عند القشور وإنما أنغرس وأجتازها تلك السطوح... ولأن الأمر لا يعدو أنه إحساس داخلي، لذلك ربما هو غرقٌ في وهم وتيه وجودي... لا أدري،
في تلك الليلة أذكر بأنني كنتُ "مُتعبًا" جسدًا وهذا لا يعنيني كثيرًا،
 وجوهرًا... نعم، كنتُ مُتعبًا جدًا من الداخل، وأخيرًا، وجدتني في مقهى يغصُّ باللاهين والسطحيين.. جماعات تتناطح بالكلمات الباردة، وبلعب الورق والكلام المُبتذل والسخيف،
وفي ذلك المكان، بعيدًا عن صخب الشباب والرجال الأقوياء، كان يجلس رجل مُسن، ينظر إلى هذه الجموع الصاخبة، وكأنه "غريبٌ هُنا" لا يدري كيف ولماذا هو هُنا... ربما هو لا يملك وعي شديد بالواقع وربما هو الآن ضائع في ذكرياته البعيدة التي تختلط بهذا الواقع "الغريب"، وددتُ لو أنني هو... لأعرف ماذا يرى وكيف يُفكر؟؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق