الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

وجود 6

كل شيء يبدأ ولا ينتهي. تبدأ الأشياء وتبقى.. ما ينتهي حقاً هو الذي لم يبدأ حقاً. لذلك بدأت أنهار عندما بدأتُ أعي بنائي.. فلو أنني لم أعي حقاً بأنني أستطيعُ بنائي وتقويّتي لَما أحسستُ انهياريّ الفظيع!
إنني لم أكن يوماً كما أنا الآن.. لذلك سأبقى كما الآن، لأنني بدأتُ الضياع الحقيقي.. أنا الذي بدأت فعليَّ أن أتحمّل عواقب تلك البداية. سينتهي كل شيء دفعةٌ واحدة، كبداية ما ولعليّ لن أنتظر طويلا.. بسبب طَبعي العجول. قد أُنهي كل شيء بطريقةٍ حتى أنا لم اتوقعها! فالبدايات غير مُتوقعة.. مُفاجئة، وما النهاية الّا بداية لو نعلم ذلك بيقين، لأختصرنا الكثير ولاطمئنت نفوسنا.. لأن كل شيء ينتهي.. ينتهي فعلاً دون أي بداية مُتوقعة، والسبب بسيط وهو: لا يُمكن توقع بدايةً ما ! 2018/1/7 ،، 1:03ص
...
سأطوي الصفحةُ تلو الأخرى. قد أُحرقها/أُمزقها رُغم كل شيء.. مع أنني سأكون يوماً ما حزيناً (جداً) لأنني فعلت. 
المرةُ تلو الأخرى سأفتح صفحاتٍ بيضاء.. لن يُربكني بياضها، لن أضيع فيها.. سأكتب أو أُلّون او أُخربش.. سأفعل فيها ما أُريد.. وبعد ذلك لن أتردد في طيّها دون رجعةٍ إليها وقد أُحرقها او أًمزقها. 
...
كُلّما صعدتُ أيقنت بأن تعثري وإفلاتي يعني شللي الدائم في أقل تقدير.
...
سأبقى رُغم كل شيء.. سأبقى حقيقياً.. لن تُخيفني الحياة.. سأثبت في وجه عاصفتها إن هبّت ولن أرتاح لهدوءها وإستقرارها.
...
أيّها العابرون؛ هل لي ببعضِ سيّركم ؟ هل لي بإنشغال بالكم وقَلقكم وشرودكم ؟2018/3/4،، 11:27ص.
...
في هذا اليوم بدأتُ قصتي او حياتي.. بأن رَكبتُ الموج ووقفتُ بوجه التيار.. هل سأصمد ؟ بالطبع.
لا أُبالغ إذ أعتبر بدايتي في هذا اليوم "مَعركةً وجودية" بل إستكمال لِما بدأتهُ في تلك الليلة من شهر أكتوبر قبل عامٍ ونصف.. واليوم أُطمئنُ نفسي بأنني "أحسنتُ".2018/3/5،، 10:01م.
...
إنني لا أعرفني...
في هذا الخِضم المُتلاطم.. سفيني يكادُ يغرق.. ولا يغرق.
أأستطيعُ الصمود ؟ بلى أستطيع.
لأنني وإن غامت سمائي.. وأظلمَ دربي.. وأسودّ المدى أمامي.. لم أزل أنا.. الذي يعرفُ ما وراء كل ذلك.. يرى الشمس واليابسة في البعيد، ويعلمُ بأن الإسوداد يعقبهُ وضوحٌ جليّ..
ما الذي حَدث ؟ هل للمسافات والظروف كل هذا التأثير ؟! الأمر أشبه بعذاب.. للوهلةِ الأولى تظنُّ أنه لا يُحتمل.
هل هذه الحياة مُناسبة ؟
أحيانا يتأكدُّ لي بأنني أحيا في زمان ليسَ لي !
فأنا لا أنتمي لكُلِّ هذا ! أحيا كغريب.. كشيخ أمضى شبابه في سجن صحراوي وخَرج لعالم لا يعرفه، لم يتأخر ذلك الشيخ في إعدام نفسه في صبيحة ليلةٍ مُظلمة.. عاصفة.. في طرف مدينة سريعة في كل شيء!
إنني الآن مُتأكدٌ من هذا ! وأنا أُمارس جنوني في هذا العالم المجنون.. لا أتأخرُ عن موعد قهوتي ورائحةُ سجائري تُحيي في رأسي ما قد مات.
لا أعلم لماذا أنا "مُتوحد"، أهوى الانعزال والهدوء والظلام.. مع أنني كثيرا ما اقذفُ بنفسي في إزدحاماتٍ شتّى لا تروقني بل وتُؤلمني دائما ! وأخرجُ منها غيّري.. لستُ أنا من يخرج بل شخصاً آخر مُختلف!
مَن يدري فقد أكون أحيا بشكل جيد !
أحيا كطفل يُحاول (جاهدا) إكتشاف العالم من حوله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق