هيَ أعصابها تِلفن، ووجهها ذَبل، وهي تفكر بالكيفية؟
"استناه يُبادر.. يخطو الخطوة الأولى.. يحكي الكلمة الأولى.. أنا الطرف المُتلقي/المُستهدف اللي ما يزبط يُلقي او يَستهدف! وهو عبارة عن "حيط".. ليش مطنشني هيك؟"، هكذا حدّثت نفسها صاحبتنا.. وجاءها صوتٌ مألوف:"لو سمحتي ؟ إنتي مسكّرة الطريق.." "آآهه آسفة.. مش منتبهة"، أصابها الوَهن، وتحولت حرارة جسدها لبرودة.. لصقيع.
****
قالت:"إنت حيط!!"
سأل الدكتور مُستفهماً:"شو حكيتي؟ ما سمعتك كويس ؟ خلونااا نسمع رأي زميلتكم "رغد" بموضوع العقد الإجتماعي.. إتفضلي!"
حكّت رأسها وهي تتلفت بإتجاه الطلبة الذي صوّبوا (جميعهم) أنظارهم إليها:"دكتور.. أنا.. لا.. قـ..صـ.. قصدي، لو سمحت.. ممكن.. مش.. خلص.. دكتو..ر ضرروووري، ممكن أطلع ضررووري.."، وطلعت بدون ما تستنى جواب الدكتور.. وضعها كان "مُخربط" عالآخر..
وحوارها مع الدكتور أزّم الوضع أشدُّ مما كان عليه..
خرجت دون أن تعرف، إلى أين تذهب وماذا عليها أن تفعل؟، وجدته جالساً، على مقعد تحت شجرة قد جفّت منذُ زمن، حدّثت نفسها:"شجرة قاعدة تحت شجرة.. سُبحان الله"، لم ينتبه لوجودها إطلاقاً.. وهي بالطبع لم تقم بأيّ حركة للفت انتباه.. الشجرة!.
بعد أيام، كانت ما زالت تُعاني من.. الحُمّى والصقيع وعدم التركيز.. عبارةً عن "إضطراب" يَهدأ حيناً ويخمد كأنه لم يكن، ومن ثم يعود إليها بشكل مُفاجئ.. عنيف! لا تعرف السبب!! حتى مُحاولاتها للفتِ انتباه الشجرة؟ لم تكن سوى.. شيء لم تُفكر به كثيراً ولم يستحوذ على اهتمامها اصلاً؟
قوةٌ وطاقة تدفعها، لفعل، لأمر، وعندما يستعصي الفعل ويبدو الأمر مُستحيلا.. تزدادُ مُحاولاتها واندفاعاتها.. يَعقبُ ذلك خمودٌ شديد، وحزنٌ ينبجسُ من أعماقها.. يُقيّدها عن أقلّ جهد.. وتندثرُ تلك الإندفاعات والافكار وكل شيء تماماً.. لتجد نفسها في فراغ صارخٌ فيها!!
هي فتاةٌ عشرينية، عقلها يضجّ بأفكار ورؤى وانتصارات تترقبها...
ينتابها فرحٌ يطغى شيئا فشيئا، ودائما كنتيجةٍ حتميةٍ لذلك، تجدُ نفسها وقد غرقت تماماً في لُجة الحزن والكئابة المَقيتة!!
ذات يوم إستيقظت، والفرح والسعادة الغامرة تحتلها تماماً... قبل أن تنام ليلتها الفائتة، كانت ترزح تحت وطأة حُزن شديد وتفكير مُضطرب، وساهم في زيادة تلك المشاعر تأخرها في السهر، وعندما دخلت سريرها وهي مُتعبة.. مهدودة الحيل.. طاقةٌ من أعماقها.. ايقظت خلايا رأسها فطارَ النوم بعيداً!
غالبا تلك "الطاقة"، تأتي مع أفكار لا تستطيع كبح جماحها.. فكرةً تتلو الفكرة.. لا تنتهي الأولى لتبدأ الثانية.. وقامت من الفراش.. وكانت قد نسيّت منذ زمن "أمر الشجرة"..
لكنها في هذا الصباح، خرجت من بيتها، كأنها ترتفعُ عن الأرض.. كأنها محمولةٌ فوق السحاب.. رأسها هادئ.. باتت الآن تُدرك بأن "الخمود" آتٍ بعد هذا الإحساس الجميل، ليرميها مُجدداً في وهدةِ اليأس والكئآبة والإحباط! ولكن ما العمل ؟
دهستها سيارة أثناء عبورها للطريق، وقبل العبور راودتها فكرة "الموت دهساً"، رأت في رأسها، أحداً ما يرتطمُ بسيارة.. تُشاهدها من خلال عينيها!
تذكرت بأنها ما زالت واقفة! يجب عليها أن تعبر للرصيف الآخر! لا وجود لمعبر أو جسر او نفق للمُشاة؟ العبور بحد ذاته مُغامرة.. مَشت كأن قوةً تدفعها للأمام، كأن عقلها فقد سيطرته على حركة أطرافها.. صوتُ إنفجار سَمعت.. ارتطام شيءٍ صُلبٍ بها.. من ثم "إنقذافها" وسائلٌ ساخن يسيلُ على وجهها، وألمٌ من شدته لم تقدر على.. الصراخ، الكلام، النظر، السمع، وصفيرٌ يطنُّ بإذنها اليسرى، وظلامٌ دامس.. يتخلله أصواتٌ مُبهمةٌ.. مُفككة.
"استناه يُبادر.. يخطو الخطوة الأولى.. يحكي الكلمة الأولى.. أنا الطرف المُتلقي/المُستهدف اللي ما يزبط يُلقي او يَستهدف! وهو عبارة عن "حيط".. ليش مطنشني هيك؟"، هكذا حدّثت نفسها صاحبتنا.. وجاءها صوتٌ مألوف:"لو سمحتي ؟ إنتي مسكّرة الطريق.." "آآهه آسفة.. مش منتبهة"، أصابها الوَهن، وتحولت حرارة جسدها لبرودة.. لصقيع.
****
قالت:"إنت حيط!!"
سأل الدكتور مُستفهماً:"شو حكيتي؟ ما سمعتك كويس ؟ خلونااا نسمع رأي زميلتكم "رغد" بموضوع العقد الإجتماعي.. إتفضلي!"
حكّت رأسها وهي تتلفت بإتجاه الطلبة الذي صوّبوا (جميعهم) أنظارهم إليها:"دكتور.. أنا.. لا.. قـ..صـ.. قصدي، لو سمحت.. ممكن.. مش.. خلص.. دكتو..ر ضرروووري، ممكن أطلع ضررووري.."، وطلعت بدون ما تستنى جواب الدكتور.. وضعها كان "مُخربط" عالآخر..
وحوارها مع الدكتور أزّم الوضع أشدُّ مما كان عليه..
خرجت دون أن تعرف، إلى أين تذهب وماذا عليها أن تفعل؟، وجدته جالساً، على مقعد تحت شجرة قد جفّت منذُ زمن، حدّثت نفسها:"شجرة قاعدة تحت شجرة.. سُبحان الله"، لم ينتبه لوجودها إطلاقاً.. وهي بالطبع لم تقم بأيّ حركة للفت انتباه.. الشجرة!.
بعد أيام، كانت ما زالت تُعاني من.. الحُمّى والصقيع وعدم التركيز.. عبارةً عن "إضطراب" يَهدأ حيناً ويخمد كأنه لم يكن، ومن ثم يعود إليها بشكل مُفاجئ.. عنيف! لا تعرف السبب!! حتى مُحاولاتها للفتِ انتباه الشجرة؟ لم تكن سوى.. شيء لم تُفكر به كثيراً ولم يستحوذ على اهتمامها اصلاً؟
قوةٌ وطاقة تدفعها، لفعل، لأمر، وعندما يستعصي الفعل ويبدو الأمر مُستحيلا.. تزدادُ مُحاولاتها واندفاعاتها.. يَعقبُ ذلك خمودٌ شديد، وحزنٌ ينبجسُ من أعماقها.. يُقيّدها عن أقلّ جهد.. وتندثرُ تلك الإندفاعات والافكار وكل شيء تماماً.. لتجد نفسها في فراغ صارخٌ فيها!!
هي فتاةٌ عشرينية، عقلها يضجّ بأفكار ورؤى وانتصارات تترقبها...
ينتابها فرحٌ يطغى شيئا فشيئا، ودائما كنتيجةٍ حتميةٍ لذلك، تجدُ نفسها وقد غرقت تماماً في لُجة الحزن والكئابة المَقيتة!!
ذات يوم إستيقظت، والفرح والسعادة الغامرة تحتلها تماماً... قبل أن تنام ليلتها الفائتة، كانت ترزح تحت وطأة حُزن شديد وتفكير مُضطرب، وساهم في زيادة تلك المشاعر تأخرها في السهر، وعندما دخلت سريرها وهي مُتعبة.. مهدودة الحيل.. طاقةٌ من أعماقها.. ايقظت خلايا رأسها فطارَ النوم بعيداً!
غالبا تلك "الطاقة"، تأتي مع أفكار لا تستطيع كبح جماحها.. فكرةً تتلو الفكرة.. لا تنتهي الأولى لتبدأ الثانية.. وقامت من الفراش.. وكانت قد نسيّت منذ زمن "أمر الشجرة"..
لكنها في هذا الصباح، خرجت من بيتها، كأنها ترتفعُ عن الأرض.. كأنها محمولةٌ فوق السحاب.. رأسها هادئ.. باتت الآن تُدرك بأن "الخمود" آتٍ بعد هذا الإحساس الجميل، ليرميها مُجدداً في وهدةِ اليأس والكئآبة والإحباط! ولكن ما العمل ؟
دهستها سيارة أثناء عبورها للطريق، وقبل العبور راودتها فكرة "الموت دهساً"، رأت في رأسها، أحداً ما يرتطمُ بسيارة.. تُشاهدها من خلال عينيها!
تذكرت بأنها ما زالت واقفة! يجب عليها أن تعبر للرصيف الآخر! لا وجود لمعبر أو جسر او نفق للمُشاة؟ العبور بحد ذاته مُغامرة.. مَشت كأن قوةً تدفعها للأمام، كأن عقلها فقد سيطرته على حركة أطرافها.. صوتُ إنفجار سَمعت.. ارتطام شيءٍ صُلبٍ بها.. من ثم "إنقذافها" وسائلٌ ساخن يسيلُ على وجهها، وألمٌ من شدته لم تقدر على.. الصراخ، الكلام، النظر، السمع، وصفيرٌ يطنُّ بإذنها اليسرى، وظلامٌ دامس.. يتخلله أصواتٌ مُبهمةٌ.. مُفككة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق