في فبراير جئتُ للحياة، وفي أكتوبر وُلدتّ !
في نوفمبر يومُ عيدي، وفي أغسطس/أيلول لا أنامُ جيداً واغفو على حافة الذاكرة.. ففي الثامن عشر من أغسطس سمعتُ صوتي وعرفتني.. وفي الثالث والعشرين منهُ رأيتني.. وفي أيلول مرضتُ وتعافيتُ.
هذا العالم لا يروقني إطلاقاً، لا أرى فيه/منهُ سوى الزيف واللامنطق والفوضى.. هل نحن مُجرد طُفيليات تعقل، وتُحاول ترتيب/تجميل/تطويع تلك الفوضى الوجودية ؟
أنا هُنا أجلسُ على الأرض، ومن ورائي قمرٌ بيضويّ الشكل يعلو في سماء ليلي شيئاً فشيئاً، وأمامي ظلامٌ دامس، وفي البعيد تتلألئ الأضواء. وأنا في الظلام وحدي، وحدي تماماً ومع ذلك أجدني مُحاطاً بالكثير المُزدحم.
ليلٌ وقمرٌ برتقالي، وظلامٌُ وأضواء بعيدة وأنا، هل هذا يكفي؟ ربما.
لماذا لا نكفُّ عن... كلّ الأشياء! ونبدأ من جديد لننتهي.. لنتماهى مع بساطة الوجود!
لماذا (حشرنا) أنفسنا في زوايا ضيّقةٍ/خانقة ؟
لماذا تُراقب أعيننا الساعات والتقاويم ولا نكفُّ عن الإنتظار/الترقب ؟
لماذا نحيا اليوم فقط لنموت في الغد ؟
ذلك الصدع في قلبك، وتلك الغضون التي بدأت ترتسم على مُحياك، قلبك الذي بدأ لا ينبضُ وعيناك الذابلتان وروحك التي ماتت ولم تُكرمّها بعزاء يليقُ بها، اطرافك التي بدأت تتيبس، ومشاعرك التي استحالت برداً بعدما كانت تحرقك وتُؤذيك، قدماك ترتجفان وملابسك رثّةً باليه.. وأنت ما زلت تبتسم، لأنك لم تعي بعد شيخوختك وأنت في العشرين من عمرك ! لكنك الآن خُذلت، فما عادت اقدامك تحملك وسقطت مغشيّاً عليك، بعدما رأيتك بمرآتك ذات صدفة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق