الخميس، 30 أغسطس 2018

كبرنا

                    (2014/7/28)
               

كُنا ستةُ أطفال كبروا قبل اوانهم، (عايد.. معن.. قصي.. محمد.. عمر وهاشم)، لم نجتمع في صورة، ولم نكن نلتقي بالاتصال الهاتفي.. كُنا أطفال. كُنا نلتقي بلا موعد مُحدد، وبلا ايّ تأخير، ونُخطط ونفعل.. أفعالٌ يراها "الآخرون" شاذّه.. مُنحرفة.. ونراها نحن مُجرد أفعال.. أفعالٌ فقط، كالهجوم على مصنع المُخلالات ورمي الحجارة على صفائح الزينكو.. وارتداء "الثياب البيضاء.. واخفاء وجوهنا وراء الشُمغ" والهجوم على مزرعة يوجد فيها عُمّال (مصاروه) ومُناداةِ احدهم بإسمهِ "بووووولص"، ليخرج أحدهم ذاك ويُحاول معرفتنا من خلال ضوء الكشّاف.. ولا يعرفنا. 
إلى أن أردنا فعلاً أكثر حماسة، واتفقنا على الرقص على الشارع في الليل (غرب قريتنا) أمام (أي سيارة قادمة) ومن ثم الهروب في (زرع أبو نايل).. وفعلنا ما خططنا له كالعادة.. رقصنا مرةً واحدة وصار اسمنا بعد ذلك "عصابة الرداء الأبيض"..وكُنا نُسمي أنفسنا "ما بنخافش".. حاولنا كذلك إخضاع عامود هاتف لنا، فأستطعنا إنزال اسلاكه تحت اقدامنا ولم نستطع كسر العامود.. وفي إحدى الليالي (صيف 2012) حصدنا زرعاً لإمرأةٍ كبيرة في السن، وأردنا من ذلك مُفاجئتها وإسعاد قلبها.. في ذلك الحين أحببت الممثلة الكويتية لمياء طارق، وكنت أسمع (دائما) اغنية ناديت وينك لماجد المُهندس، وكنت أُدخن وخلعتُ ضرسين في ذلك الصيف. فقدنا أحدنا، غابَ عنّا في أواخر ذلك الصيف في إحدى ليالي رمضان.. لم نعد كما كُنا، بدى بأن "جماعتنا" وهنت، بعد غياب أحدنا، وأنا كنتُ أكثرهم وهناً.. إبتعاداً.. وكانوا يُحاولون ترميمنا وكنت أنا الغائب الثاني عنهم. لم أكن انتظر سوى عودة "عُمر" وتعافيه من.. فقر الدم ! هكذا أخبروني وصدقتهم..! 
الصورة الوحيدة التي جمعتنا، كانت لأربعة يجلسون في حديقة خضراء و.. يفتقدون أنفسهم ويضحكون، أنا المصور وعمر المفقود، واليوم لم نعد نجتمع الّا في المُناسبات او الصُدف، كبرنا ولم نعد "بنخافش" بل بدأنا نخافُ كثيراً.. أتحدث عن نفسي وعنهم اعتقد ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق