الرجل القوي قائد بالفطرة، والمرأة القوية إستثناء !
المرأة القوية أو "الحديدية" هي مَحل تقدير وإعجاب مُعظم الناس، ولكن.. يشعر أغلبية الرجال مُقابل تلك المرأة "الحديدية" بالتهديد أو بالشعور السلبي، فتبدأ مُحاولات إقصائها وتحجيمها أو حتى الطعن في شخصيتها(أخلاقيا)، إما عن سبق إصرار وترصد أو بسبب الثقافة الذكورية السائدة في مُجتمعاتنا العربية.
وحتى المرأة "الحديدية"، غالبا ما يُراودها شعورٌ بالذنب تجاه نفسها وتشعر دائما بضرورة الاستسلام والتسليم بالأمر الواقع وهو خضوعها للرجل بطبيعة الحال.. والسؤال القوي ليش هالتنافس الشرس بين المرأة والرجل ؟؟ وشو السر وراء عدم قبول الغالبية العظمى من الرجال تفوق المرأة أو نجاحها سواء الشخصي أو العملي أو السياسي أو الأدبي ؟؟
طبعا لا أحد يُنكر "تحسّن" حال المرأة كثيرا في العالم ككل من حيث الحقوق الإنسانية ودخولها لعالمها الذي كان مُحرما عليها حتى قبل عقود من الآن، كالمُشاركة في الانتخابات والأحزاب السياسية، وتفوقها العلمي والاقتصادي ودخولها مضمار السياسة وإن كان على استحياء.. ولكن ومع هذا "التحسّن" الطارئ لحياة المرأة، إلا أنه وبحسب علماء الإجتماع واخصائيي العلاقات العائلية، فإن مُعدلات الإنفصال والطلاق وعدم الزواج اختياريا/نسائيا ارتفعت عالميا، وبشكل منطقي وبسيط يستحيل ربط "التحسّن" في حياة المرأة وتلك المُعدلات، ببساطة لكون التحسن كان بديهيا أو أمرا كان يجب أن يوجد ولكنه كان موقوف لأسباب عديدة.. إذاً ما الأمر ؟؟
"التنافس بين الرجل والمرأة"
دائما يزداد التنافس بينهما، ومبدأ التنافس الحتميّ هو وجود فائز وخاسر، وقد يرجع التنافس الباقي في جينات إنسان اليوم، للإنسان القديم عندما كان الرجل يُطارد ويصطاد فريستة، وهُنا تكون النتيجة إما صيد بمعنى فوز وشعور بالثقة والتميّز، أو فشل بالصيد ويعني خسارة وشعور بإنعدام الثقة.
قد لا يُمانع مُعظم الناس بل ويُشجعون تلك المرأة التي تطمح للتفوق والنجاح، ولكن هُناك في اللاوعي يكمن الخوف الغريزي.. الخوف من أن يخسر الرجل دورة القيادي ومكانته المُتفوقة، وبالتالي تصبح المراة ندا مُساويا له..طبعا تلك المبادئ التي يتربى عليها الناس وتتناقلها الأجيال لا يُمكن قبول تغييرها بسهولة، ولا ننسى "القيمة العُليا" التي يتعامل بها المجتمع أساسا مع الرجال، فهو أفضل منها فقط لأنه رجل بلا أي مُقومات -غير جنسية-، وبالتالي يكون الرجل بين خيارين؛ فإما أن يقبل التغيّر ويرضى بالواقع بقناعة شخصية، أو يقوم بالانتقام اللاواعي من خلال عدم احترام المرأة وتهميشها بل ومُمارسة العنف ضدها.
وللمراة نصيبها من الخوف، خصوصا مع ظهور الفكر النسوي الذي غالبا ما يُصوّر الرجال على أنهم أعداء ووحوش يترصدون للمرأة ويحاولون الانقضاض عليها متى ما حانت الفرصة، فدخلت المرأة باب الخوف من خلال مُحاولات إثبات تفوقها للرجل -كمُنافسة- لا من حيث تحقيق رغبتها هي، وهذا الخوف يُغذي في نفس المرأة الصراع الداخلي بين ما هو جديد أو قديم.. هو خوفٌ مُزدوج يضع الإنسان (إمرأة ورجل)، في حالةِ تأهبٍ قسوى، تتأثر ايّ علاقة قد تنشأ بينهما بذلك الخوف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق