موجودٌ في الهامش، على الحافة واطمح في الوصول..
إلى إين ؟ أعلم ولا أعلم !!
الإنسان ضعيف، ويخاف ويخاف ويخاف.. ويُطيع حتى لا يخاف.. ويموت وهو خائف !
يموت وهو يتمنى.. ويُريد.. ويرتجي.. ولا يرى الّا السراب الكثيف !
***
هذا الليل يُحاصرني ؟
هل أنا وحدي.. أم أنني غير موجود إلّا في مُخيلتي..
لماذا ننام ؟ ونخاف (جداً) من الاستيقاظ !
هل نحن خوّافون جُبناء أم أننا اوغاد أو أعداد كصفر على اليسار مثلاً..
نحن أمة الصفر والماضي الجميل والحاضر القذر..
نحن الذين نموت قبل أن نحيا، ونحيا خائفين من الموت والله وناره المُوقدة..
****
قد لا تكفيني هذه الحياة، ولو عشتُ فيها حتى تتساقط أسناني، وتُغطي عيوني حواجبي البيضاء، ولا أقوى على الاستقامه، وسأتقبل بصدرٍ رحب إنحناء ظهري ونسياني لاسمي وأسم فتاتي.. لا أرغب إطلاقا بأن أحيا كثيرا، بل أرغب بشدّة أن أحيا بشكل حقيقي.. أتمنى أن لا يُقيّدني الخوف، ويهدمني اليأس، واستسلم للحياة لتعبث فيّ كيفما شائت..
أتمنى أنا لا انساني واضيع مع الضائعين في متاهة الحياة.. الباحثين عن جنة الله، الخائفين من الجحيم..
القوة.. كيف لي أن أعرفها ؟ والضعف كيف شكله وما هو طعمه ؟ نعم؛ جرّبت ذلك الشعور مراراً.. شعورٌ بالخوف الممزوج بالرغبة في الانتهاء.. لكنني لا أستطيع تسميته الخوف !!
كذلك جربت الإحساس بالضفر والنجاح والانتصار.. ولكن أجزم بأن ذلك ليس هو القوة.. نحن ننتصر عندما نتقبل الخوف ولا نُنكره.
ونقوى عندما نضعف كثيرا.. ويبدو لنا بأننا اوشكنا على الارتطام.. والتحطم..
الحياة مُجرد وهم وسراب بعيد.. ونحن ظمأى جدا.. لا تروينا بحار الدنيا !
نرتوي عندما نموت.. لنُدرك بأننا لم نعش سوى باحثين عن ماء هو موجودٌ تحت أقدامنا..!!
ما دمنا بحاجة الأشياء، سنبقى عبيدا مُقيدين، ولا توهمنا بأننا شجعان وأبطال خارقين..وكفى.
****
إلتقيا بمحض الصُدفة، وعاشا بمحض الواجب، وما بين الأمرين كانا يُحاولان رتق.. ترقيع.. ملئ.. الفراغ الذي يبدو وكأنه ثُقب يُفضي إلى العدم..
كانا يعيشان معاً.. جنبا إلى جنب، لكنهما جسدين مُنفصلين أحدهما بارد حدّ الانجماد.. والآخر حار كنهارات آب.
كل شيء مُؤجل إلى وقتٍ غير معلوم.. بينما نعيشُ بصبرٍ ينفذ بشكل مُتسارع، بإنتظار حدوث أمر غير عادي؛ كموت أو حدوث كارثة.
نحنُ ماديّون، انانيون، ولا نعترف إطلاقا بأننا كذلك، لأننا نخشى.. اللاشيء طبعا..
الخشيّة، عدو الإنسان الأول، بقيّ عدونا كما هو، وتغيرنا نحنُ كثيرا.. فما عدنا نحن.. نحن..
~أين الخطأ في أن يُحب احدنا نفسه ؟
*ماذا لو تحرر الإنسان من حاجته -المُلّحه- للمادة ؟
-ماذا لو لم نُنكر أنفسنا، وتجردنا من اثقالنا !! ونمنا بلا تفكير.. بلا خوف.. بلا تمني وترقب و.. نمنا فقط، لسنا أطفالا لنملك تلك النعمة.. وكنا أطفالا لا نرضى ونتمنى يوم نُصبح فيه "كبارا"، وبدا لنا بأن الكبار يُفكرون كثيرا.. ويموتون الف ميته بسبب ذلك التفكير..
****
وأنا أتصفح صوري القديمة، أمر بصورتك مرور العابرين، أعود إليها، وأرى ملامحك التي لا تتغير، ووجهك الهادئ الذي يبدو سعيدا.. مُطمئنا لحظة إلتقاط تلك الصورة.. ولم أعد استسيغ الهدوء أبدا، والاطمئنان صار وهما، وينتابني إحساسٌ غريب.. يُشبه الخواء. لا أستمر في النظر، أترك الصورة وابحث مُجددا عني بين صوري القديمة.. التي لا تذكرني إلا بك.. وتُخبرني كم أنا غريب.
****
لماذا(ليه..ليش)، هذا السؤال الأصعب بل المُستحيل.. لا تبحث عن الإجابات(كثيرا)، لأنك ستصطدم بحائط الشك.. اليأس.. الخوف.. !!
الإجابات مُؤجله.. بل غير موجودة !!
لكننا نرتاح لفكرة السبب(الأكيد)، لكل ما يجري، حتى لا نصل مرحلة إدراك إننا مهما تمدّنا وتحضرنا، نبقى وحوشا تتبع غرائزها..
****
الحياة سيئة بجهورها.. ونحنُ مُجرد إمتداد لهذا السوء!
إمتداد قد ينطفأ، في القريب "غير العاجل" على ما يبدو.
ومع إنها -الحياة- سيئة، وسيئة هذه مُصطلح فضفاض واسع.. ولكن الشيء السيء لا يحتمل شكلين، فهو ذا شكل واحد وإن تبدلت ملامحه وألوانه.. إذن لماذا نستمر في هذا السوء ؟
قد يكون السبب "عدم قدرتنا على الإختيار"، بدايةً من حيث إختيار جودنا وبسبب خوفنا ورهبتنا الاصيلة من النهاية أو إختيار التوقف..
نحن ماذا نختار في حياتنا ؟ ونحن نخشى دائما الفشل أو الوحدة !!
وتعمل ادمغتنا المريضة على تقييدنا وارهابنا من كل شيء !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق