مرحباً
كيف حالك ؟
كُنت سأكتب لك هذه الكلمات منذ مُدة، ولكنني في كل مره كنت أجد نفسي عاجزا عن صياغة الكلمات التي تُناسب الموضوع.. الغاية.. الشيء الأساسي، من رسالتي إليك.
قد أبدو مُتعجرفا، أو شخصا لا يدري ما يقول ! لكن أقرأ رسالتي قبل أن تحكم علي.. اقرأها جيدا، ولا تنسى فهم الكلمات ومغزاها بعد القراءة.
في هذا اليوم أدركتُ بأنني تجاوزت "مرحلة الطفولة" وبدأت أعقل.. أفهم.. أخافُ.. وأخشى.. !!
ممَ أخاف ؟ وما هو الشيء الذي أخشاه ؟ لا أدري
لكنني غير مره، أحسستُ بأنني لا أستطيع فعل شيء ما.. كالكتابة لك مثلاً، فقط لأنني عقلت ومن ثم فهمت بأن كلماتي قد تبدو غبيّة أو غير مُتناسقة، لذلك تسلل الخوف إليّ ومن ثم بدأت أخشى الكتابة !! كذلك الأمر ببساطة.
في غمرة العقلانية التي إجتاحتني، تسائلتُ مَن أنا ؟ ولا أُبالغ إذ أقول بأنني إلى الآن لم أجد جوابا يروي ظمأي للإجابة..
ولكن -أحيانا- السؤال، لا يحتاج جواب، خصوصا عندما تتشعب عنه تساؤلاتٌ تبدأ بالتفرع والتمدد فوق عجزنا وقَلقنا الجديد.
دعني أسألك، مَن أنت ؟
لا تستقبل سؤالي، بإبتسامة ظَفر، وبحركة جسد مُتحفزة، بل أصمت فقط، ودع السؤال يَمضي في غَمرة الصمت إلى بعيد، حيث يستقر ساكنا، وابدأ حديثك معي، بسؤال كيف حالك ؟
لا تضيق ذرعا، بإملائي عليك ما يجب عليك فعله تجاهي، ولكنني لا أرغب -صدقني- بإدخالك فضاء التساؤلات المُظلم، ولا أتمنى إطلاقا أن تبدأ بالعيش في هامش الحوارات، إذ لابد لك من أن تكون طفلا حتى تخوض في حوارٍ دون أن تغيب في متاهة الأسئلة اللانهائية، ومن أصعب الاسئلة، تلك التي تبدأ بـ "لماذا ؟".
الطفولة، هي الدهشات المُتتاليات، والأسئلة البسيطة، والبحث الدائب عن تفسير لما يحدث من حولنا؛ على سبيل المثال أين تذهب الشمس عند المغيب ؟
عندما نتقدم في العمر، تبدأ الدهشة بالتلاشي والانطفاء، وتأخذ مكانها الأسئلة، والأسئلة يا صديقي لا تعدو مُحاولة فهم -غير طفولية- لما يجري من حولنا، لكننا ومع تقدمنا في العمر كذلك نُدرك خطورة السؤال، وما هيّة الخوف العميق، والخشية من اللاشيء طبعا..!!
فعندما نقول، لماذا ؟ يكون الأمر أشبه بإحتجاج على شيء ما، شيء بدا غير واضحا لنا، أو شيء لم نحتمل غموضه ومُسبباته، فكان لزاما علينا أن نقول "لماذا؟".
في آخر مره إلتقينا بها، رأيت فيك سؤالا ما، تُخفيه أو تخافه.. لا يُهم؛ المهم هل أنت لم تتغير كما كنت ؟ ام أنك تغيرت مثلي وصرت شخصا غيرك !!
قد يبدو سؤالي ضبابيا، لا بأس؛ حتى أنا أحيانا كثيرة لا اعرفني، بل واجهل تماما ما الذي أريده أو أنوي فعله !!
لذلك لو تفحصت وجهي جيدا، لرأيت تجاعيد بدأت ترتسم حول عينيّ، ولو انتبهت لقسمات وجهي أثناء لقائنا الأخير، لرأيت جمودا وقسوة تعلو تلك القسمات.
هل أخبرتك بأنني بعد لقائنا ذاك، بقيتُ لساعاتٍ وحدي في ظلام غرفتي، ألعن تسرعي في الحُكم على الأشياء، وأبكي بلا دموع وداعنا بلا وداعٍ فعليّ، وبأنني على الأقل كان يتوجب عليّ التمسك بك حتى ولو رفضت رجائي لك بالبقاء.. ولو قليلا، لأنني وللأسف لم اتجاوز بعد مرحلة الطفولة في هذا الأمر، هل جرّبت "الفَقد" ؟
مثلا، فَقدك للشغف أو للحياة !!
يرتبط الفَقد عادةً بالأشياء ذات الأهمية، تلك الأشياء التي لا تمتنع عن الرحيل مَتى ما أرادت ذلك، حتى ولو حاولتْ جاهدا ثنيها عن الرحيل، سترحل مع ذلك، وتتركك ورائها مُتحسرا عليها، تُعاني خُسرانا أو فراغا لا يملئه إلا الهواء البارد، فكيف والمفقود هو انت ؟
يفقد الإنسان نفسه عندما لا يدري ما هو ؟ ويفقد الإنسان الأشياء عندما يعتبرها جزءا منه، جزءا قد يكون مُجرد شيء بلا قيمة، لكنه يملأ فراغا ما..
كيف حالك ؟
كُنت سأكتب لك هذه الكلمات منذ مُدة، ولكنني في كل مره كنت أجد نفسي عاجزا عن صياغة الكلمات التي تُناسب الموضوع.. الغاية.. الشيء الأساسي، من رسالتي إليك.
قد أبدو مُتعجرفا، أو شخصا لا يدري ما يقول ! لكن أقرأ رسالتي قبل أن تحكم علي.. اقرأها جيدا، ولا تنسى فهم الكلمات ومغزاها بعد القراءة.
في هذا اليوم أدركتُ بأنني تجاوزت "مرحلة الطفولة" وبدأت أعقل.. أفهم.. أخافُ.. وأخشى.. !!
ممَ أخاف ؟ وما هو الشيء الذي أخشاه ؟ لا أدري
لكنني غير مره، أحسستُ بأنني لا أستطيع فعل شيء ما.. كالكتابة لك مثلاً، فقط لأنني عقلت ومن ثم فهمت بأن كلماتي قد تبدو غبيّة أو غير مُتناسقة، لذلك تسلل الخوف إليّ ومن ثم بدأت أخشى الكتابة !! كذلك الأمر ببساطة.
في غمرة العقلانية التي إجتاحتني، تسائلتُ مَن أنا ؟ ولا أُبالغ إذ أقول بأنني إلى الآن لم أجد جوابا يروي ظمأي للإجابة..
ولكن -أحيانا- السؤال، لا يحتاج جواب، خصوصا عندما تتشعب عنه تساؤلاتٌ تبدأ بالتفرع والتمدد فوق عجزنا وقَلقنا الجديد.
دعني أسألك، مَن أنت ؟
لا تستقبل سؤالي، بإبتسامة ظَفر، وبحركة جسد مُتحفزة، بل أصمت فقط، ودع السؤال يَمضي في غَمرة الصمت إلى بعيد، حيث يستقر ساكنا، وابدأ حديثك معي، بسؤال كيف حالك ؟
لا تضيق ذرعا، بإملائي عليك ما يجب عليك فعله تجاهي، ولكنني لا أرغب -صدقني- بإدخالك فضاء التساؤلات المُظلم، ولا أتمنى إطلاقا أن تبدأ بالعيش في هامش الحوارات، إذ لابد لك من أن تكون طفلا حتى تخوض في حوارٍ دون أن تغيب في متاهة الأسئلة اللانهائية، ومن أصعب الاسئلة، تلك التي تبدأ بـ "لماذا ؟".
الطفولة، هي الدهشات المُتتاليات، والأسئلة البسيطة، والبحث الدائب عن تفسير لما يحدث من حولنا؛ على سبيل المثال أين تذهب الشمس عند المغيب ؟
عندما نتقدم في العمر، تبدأ الدهشة بالتلاشي والانطفاء، وتأخذ مكانها الأسئلة، والأسئلة يا صديقي لا تعدو مُحاولة فهم -غير طفولية- لما يجري من حولنا، لكننا ومع تقدمنا في العمر كذلك نُدرك خطورة السؤال، وما هيّة الخوف العميق، والخشية من اللاشيء طبعا..!!
فعندما نقول، لماذا ؟ يكون الأمر أشبه بإحتجاج على شيء ما، شيء بدا غير واضحا لنا، أو شيء لم نحتمل غموضه ومُسبباته، فكان لزاما علينا أن نقول "لماذا؟".
في آخر مره إلتقينا بها، رأيت فيك سؤالا ما، تُخفيه أو تخافه.. لا يُهم؛ المهم هل أنت لم تتغير كما كنت ؟ ام أنك تغيرت مثلي وصرت شخصا غيرك !!
قد يبدو سؤالي ضبابيا، لا بأس؛ حتى أنا أحيانا كثيرة لا اعرفني، بل واجهل تماما ما الذي أريده أو أنوي فعله !!
لذلك لو تفحصت وجهي جيدا، لرأيت تجاعيد بدأت ترتسم حول عينيّ، ولو انتبهت لقسمات وجهي أثناء لقائنا الأخير، لرأيت جمودا وقسوة تعلو تلك القسمات.
هل أخبرتك بأنني بعد لقائنا ذاك، بقيتُ لساعاتٍ وحدي في ظلام غرفتي، ألعن تسرعي في الحُكم على الأشياء، وأبكي بلا دموع وداعنا بلا وداعٍ فعليّ، وبأنني على الأقل كان يتوجب عليّ التمسك بك حتى ولو رفضت رجائي لك بالبقاء.. ولو قليلا، لأنني وللأسف لم اتجاوز بعد مرحلة الطفولة في هذا الأمر، هل جرّبت "الفَقد" ؟
مثلا، فَقدك للشغف أو للحياة !!
يرتبط الفَقد عادةً بالأشياء ذات الأهمية، تلك الأشياء التي لا تمتنع عن الرحيل مَتى ما أرادت ذلك، حتى ولو حاولتْ جاهدا ثنيها عن الرحيل، سترحل مع ذلك، وتتركك ورائها مُتحسرا عليها، تُعاني خُسرانا أو فراغا لا يملئه إلا الهواء البارد، فكيف والمفقود هو انت ؟
يفقد الإنسان نفسه عندما لا يدري ما هو ؟ ويفقد الإنسان الأشياء عندما يعتبرها جزءا منه، جزءا قد يكون مُجرد شيء بلا قيمة، لكنه يملأ فراغا ما..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق