الأربعاء، 29 أغسطس 2018

كلمات..

                    2018/2/5

إنني لا أفتقدُ شيئاً، ولا أحنُّ إلى تلك الأشياء الثمينة وذات الأهمية لنفسي. إنني أقسوا.. أتصلّب.
إنني أحيا قلقاً لا أدري ما هيّته، نفسي تتوقُ إلى الطمأنينة والهدوء..
أودُّ لو أُغادر كل شيء، لمَ عليّ أنا أن أُغادر ؟ لمَ لا تتركني الأشياء كعادتها ؟ 
لمَ لا تهجرني وتطوي صفحتها البيضاء الناصعة ؟ وتحمل حقائبها وتسيرُ في طريقٍ بلا معالم، الإنارةُ فيه اضوائها مُتجهمة، تكشف عبور الضباب السريع..
ـــ
وحانت منها نظرةً للسماء، لأن رأسها كان مَحنياً، لأنها تبكي حسرةً ويأس. رأت في السماء نجوماً ساطعة، وقمراً هلالياً.. وانهالت دموعها الساخنة على وجنتيها الباردتين جداً.
ـــ
فلتصمت إلى الأبد.. تلك الأصوات والصور التي تدويّ في جُمجمتي. لتمضي نحو الظلام، فتغيب جرّاء النور الساطع.. ذلك السطوع الذي لا يلبثُ أن يتبدد.. أن يَجري مُبتعداً، ككُتلة ضباب يُسيّرها هواء.. كغائب يتحرقُّ شوقاً واستعجالا عندما يلمح ديار الاحبة في المدى البعيد!.
ما زلت أنا، لم اتغيّر ولعليّ لن أتغير ! ما حَولي يجعلني طفلاً، ذو قلبٍ هشٍّ ضعيف ! يُخبرني (قلبي) كم أنا غريبٌ.. أحيا غُربتي (الأبدية) في أرض وُلدت فيها وأمضيت عمري فيها ! هذا (الطفل) يُدرك تماما إنحداره نحو "العلّو الهابط"، وبأنه لن يكون في يوم مُطمئن؛ لأنه أحرق ما لن ينبتُ مجدداً، لأنه دمّر بإصراره وعناده ما لن يُرمم !
أراد أن (يختلف)، وحالته هذه هي الإختلاف لو يُدرك ذلك لأطمئن (ولو قليلاً).
ـــ
هُم جميعاً أوغاد، طيّبون، يحبون بعضهم ببُغض، ويُبغضون بعضهم بالابتسام والكلام الجميل. ينحني أحدهم وهو لا يدري لمن ينحني ؟ فقط ينحني ويُقبّل مواطئ الأقدام.. فقط لكي يحيا !
وأحدهم يموت واقفاً.. هكذا كبناء شاهق سُويّ بالأرض  بالتواطئ مع المُتفجرات، والأول أكثر صدقا ونُبلا وكرامة من الثاني... لأن الأول اختار الحياة بينما الثاني فضّل الموت !
ـــ
ما الذي ألمَّ بي ؟ وجعلني غير الذي كُنت ؟ إنني كقصر خاوٍ، جُدرانه تشققت، وغرفه تصفرُ بها الريح !
بتُّ ظامئ (جدا) لِما كنت لا أتوقع عطشي إليه ؟
تهدّم كل الذي شُيّد لأنه كان قائما على اساسٍ واهن، سئمتُ الانتظار والتظاهر بأن كل شيء على ما يُرام !
ماذا أنتظر ؟
أقوى الآن على أن أكون نجماً.. نعم يُرى ساطعاً في السماء، لكنه مُجرد وهم.. مُجرد ضوء لا يلبث وإن طال امده أن يندثر. أخشى أن استيقظ على ما هو جديد ! أن أصير مُتوحشاً ! أن يصير قلبي قاسيا كحجر.. أن أُدنس رُغماً عني.
ـــ
هذا الليل يسكنني. ضيفي يحمل بيده سيفاً ورائحةٍ كريهة، ولونهُ شديد الوضوح و... يبتسم. أنا مريضٌ بإنسانيتي.. بكوني كائناً إجتماعياً يكره الإجتماعات، لأن لي عينين لا تَريا سوى قُبح وبُؤس وتعاسة الوجود.
ـــ
أُبصق على ليلة البارحة، وابدأ يوما جديد.
ـــ
سأشرب من كأس الحياة حتى أثمل.. أتمنى أن أموت شاباً.. أن لا اتجاوز الخمسين من عُمري..
أن أحيا كمن مات وقد تجاوز مئات السنين من عمره.. لا أخاف الموت، لا أتحدث كآمن بل كموقن..
الموت حقيقة، نهاية جميلة.. 
لذلك (حاول) أن لا تنتهي قبل أن تبدأ.. إبدأ ولو تجاوز عمرك الستين، أو السبعين..!
ـــ
الموت.. كأنه يخطف أرواحٌ مُحددة.. الأرواح الطيبة!
يخطفُ من تسامى بروحه.. كأن (الموت) يحميه من الولوج في تلك المتاهات.. البقاء لشياطين تلك المتاهات!
الأبواب مُشّرعةٌ.. لكنَّ الأرواح تأبى إلّا الشقاء !
يُريدون البقاء.. يتنافسون في تيه ؟!
يألفون النزاعات، ويتظاهرون بالإتحاد والإجتماع.. مَن قُدّر له الخروج.. نَجى !
النجاة تكمن في الخروج بدايةً.. الخروج الأوليّ هو التمرد على تلك العادات الشيطانية وإن ظَهرت بالثوب الملائكيّ.. واعتزال تلك الأرواح التي تُورثُ كلّ ما هو قبيح، وترمي بمن يقترب منها في وديان الضياع والحيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق