كانت زوجة الزوج "ف"، تُنادى بـ "ميمي" وتُشبه تلك الكلمة من حيث رقتها وأمرٌ آخر لا أجد لهُ اسما مُناسباً..
منذُ شهرين وتسعة ايام كان زفافها لرجل رأته أول مرةٍ في جلسة "النظرة الشرعية" قبل ستة شهور أو سبعة.
المُهم.. في تلك الليلة "ليلة النظرة الشرعية"، كانت قبل أسبوع منها قد هزّت رأسها عندما أخبرت بتقدم الشاب "ف" لخطبتها.. وهزّ الرأس يعني إنها وافقت..ولو بشكل مبدئي.
فلماذا عساها لا تُوافق ؟ والرجل الذي تقدم لها قد نجح في إختبار "اهليّته" من حيث أنه مُقتدرٌ ماديا.. يملك بيتا جاهزا.. وسيارة وعمل ذا راتبٍ كبير.. وتبدو عليه (سُبحان الله) من النظرة الأولى لوجهه علائمُ الطيبة والرأفة كما أخبرها والدها.. وبالنسبة للنظرة الشرعية فهي من الشكليات اللابدَّ منها كما أُخبرت قبل النظرة وبعدها.. حتى أنها توقعت بأنهم سيخبروها بذلك وهي تجلس بجانب عريسها على الكوشة يوم الزفاف!
فترة الخطوبة كانت أربعة أشهر تقريبا.. وقد كانت أحاديث "الزوجين إلا قليلا" تدور حول مواضيع شتّى.. وهي كانت تعلم بأنه يعلم بأنها وهو "كذابيّن مُتصنعيّن".. كان يتنغم بصوته وهي تتغنج له وتمطُ كلماتها، ويتبادلان الضحكات الهامسه.. الخ، لقائاتهما الحيّة كانت "سخيفة" من ناحيةِ إبتذالها وتكرارها.. وأنها وهو كانا بطليّن أمام جمهور مبهور، يُصفق حينا ويصرخ بملاحظةٍ جافةٍ حينا آخر.. راحت الأيام تتقدم بسرعة.. الأيام أحيانا تُربكنا.. تجعلنا لا نُصدق حقيقتها، فهي تطيرُ في فترةٍ ما وتثبت كوتد مغروس في فترة أخرى، عادةً ما تطيرُ الأيام في فترة سعادة الإنسان وراحة باله.. وأحيانا تطير لأن هُنالك يومٌ مُحدد ومُنتظر في المستقبل(القريب)، وهذا اليوم لا يُرجى مجيئه.. فتطير الأيام لذلك اليوم.
في ليلة "الدُخلة" أي بعد ساعات من التتويج والاحتفاء بالبطليّن والفرح والانتصار الذي ينتاب العريسيّن وذويهم.. خصوصاً العروس.. كان كل شيء على ما يُرام.. فالعروس "شريفة" طاهرة، والدم الذي سالَ من بين فخذيها (قطرة أو قطرتين) هو الدليل الصارخ لذلك.. والزوج بلا أدلة.. هو شريفٌ طاهر بكل الأحوال.. إذا لم تكن ريّابين شكّاكين، رُغم الأسئلة (المُحرجة) التي كانت "ميمي" تُهاجمه بها.. بإستفهام ساذج.. بريء وخافت.. وكان "ف" وهي لا تراه فهي تسمعه هاتفيا.. ينعجق بلطف وبلاهه.. ويردّ بهمهماتٍ خافتة.. تعني بأنه كانت له بعض الغزوات في الماضي لكنه لا يُريد (إطلاقاً) تذكرها.. لأنها نَزوات لا غزوات..
لم "تُهاجمه" بتلك الأسئلة في أي لقاء حي جمعهما، وفي تلك المُسائلات الهاتفية.. كان ل "ف" السَبق، ولكن بإسلوب أكثر جسارة بل بوقاحه.. ولكنه لم يكن يتوقع من خطيبته سوى "بهدلةٍ" بسيطة.. تُنبئه بأنه وجد "قطته المُغمضة" التي فتحت عينيها عليه، بصراحة لم يُهاجمها بتلك الأسئلة سوى مرة واحدة، في ساعة استولت عليه عاطفة اعجزته عن كبح جماح نفسه.. التي طارت به إلى إحدى عشيقاته.. آخر عشيقاته التي تزوجت قبل ثلاثة عام.. والتي أحبها بعنف.. لكنها تزوجت وتركته كما السابقات.. تزوجت في فترة كان صاحبنا يشحدُ فيها الملح، بعدها صار كارهاً لـ "جنس حوا" بل ويحتقرهنّ ومع ذلك فقد تعرف بعد عشيقته تلك على عدد من النساء اللواتي كُن (بعضهن) له حُضنا دافئ.. واُخريات كُنَّ يتمنعن ويأبيّن التلطخ بالعار.. واكثرية هؤلاء المُمتنعات كن يرضخن أخيرا ويُصبحن شريكات لجسد عشيقهن، لمدة ساعتين أو أقل من ذلك ومن ثم يشمئز منهنّ ومن الجنس اللطيف كلّه! كأن إحتقار الشيء يعني رغبة شديدةً فيه.. لهذا السبب بعينه "ارعبهُ" هاجسٌ بأن خطيبته قد كانت فيما مضى شريكة جسدٍ مؤقته.
"ميمي" لم تتجاوز الخامسة والعشرون من عمرها.. والزوج تجاوز الأربعون، لكن يبدو عليه بأنه في ميّعةِ الصِبا، فشعرهُ أسودٌ فاحم.. وشاربهُ كذلك.. لا ليست صلعةً تلك التي تلتمع فوق رأسه.. بل تساقط خفيف للشعر.
في الأيام الأولى من حياة الزوجية، كان الزوجين مُحرجيّن من بعضهما تماماً، يتعاملان برسميّة ظنّا أنهما تجاوزاها في ثالث يوم بعد الخطوبة ! والوجود الدائم، يفضح السرائر.. فها هي تتوالى بالظهور صفاتٍ وأفعال قد تسوء الآخر، اقلّها شخير النوم أو رائحة الفم الكريهة..
واليوم بعد ، في أثناء خروج الزوج لعمله، في الساعة العاشرة صباحا، غادرت الزوجة ميمي "عِش الزوجية" للسوق القريب.. وللقاء لا أستطيع إثبات ما هو ؟ لكنها ستلتقي شابا تعرفه منذ.. أسبوع، إلتقت به بمحض الصدفة أو بالأحرى "فتنها" شيءٌ فيه.. غيّبها.. قيّدها.. اخضعها.. وبعد تمنّع وتطنيش (منها) استغرق نصف ساعة.. كان الشاب وميمي يتحادثان.. هي بخجل واستحياء وهو مُحرجٌ بعض الشيء.. يبدو على وجهها إنها مفتونةٌ تماما.. زوجها لا يعود للمنزل قبل الرابعة عصرا، وها هي تُسرع الخُطى، وتنهشها حماسةً شديدة..
تتجه نحو مكان اتفقا عليه، بعيدا عن عيون الناس وفي هذه المدينة لا مَناص عن عيون الناس، سوى بجدران اسمنتية وبابٌ مُقفلٌ بإحكام.
منذ أن "تحولت" في تلك اللحظة قبل أسبوع، وانسابت نحو هذا الشخص.. فيها شيء إشتعلّ وتوّقد.. كأنه كان مخفيٌّ وظهر.. وها هي كأنها تُجرُّ جراً بمعنى الكلمة تتجه.. تُجرُّ نحو..
مع أنها تعرف ما الذي سيحدث هُناك.. إلا إنها لا تستطيع أن تقف على فكرة واحدة من دوامة الأفكار التي تعصف برأسها.. وصلت وطلبت الباب، واستقبلها "الشاب" في شقته.. خوفٌ جافٌ ران عليها.. وعجزٌ قاسٍ شلّها تماما.. وجدت نفسها بين يديه.. صقيعُ يده التي أمسكت بقسوة عنقها.. وبالاخرى حوّط خصرها.. جعلتاها كالذي يقبع تحت مقصلة لا يدري متى تنزل على رقبته، حاصرها كُليا وصارت هي كشيء مُنكمشٌ على نفسه..ومُكوّمٌ، وتركها "مُرميّةً" فوق الأريكة ليأتي بشيء ما.. عاد.. وحاصرها مجددا، لم تتمنع.. لأنه بادر إلى تحريكها ووضعها في وضعية السجود.. لم يُعريّها من شيء.. فقط أنزل "جينزها" قليلا.. وهي جامدة تحته.. ورأسها مُلقىً على الأرض وشعرها الناعم الغزير يُغطي وجهها المُتعرق اللاهث.. وضع مادةً أعلى "ثُقبها" وادخل إصبعيه "السبابة والوسطى" شيئا فشيئا فيها.. أخرج أصابعه، وخرقها بقضيبه المُتورم.. وراحت تئن وتلهث وتشهق.. وبعد لحظات أخرج قضيبه وقذف مائهُ فوق مؤخرتها.. وابتعد عنها، وبزغ في نفسه اشمئزازٌ شديدٌ منها.. حتى أراد أن يركلها بقدمه وهي تستلقي هكذا تحته كجثتةٍ هامده..
ولحسن حظ "ميمي" بأنه تماسك عن ركلها.. وتهالك فوق الأريكة.. ولم يفعل شيء سوى رفع بنطاله.. وينظر بنهمٍّ لهذه الشقيّة.. التي هَرعت إلى الحمام.. لتغتسل وتتنظف من الدنس الذي لحق بها. وعادت بعد ثلث ساعة يُجللها خزيٌّ لم تستطع اخفاءه. ونصحها الشاب بأن تضع شيء يمتص الماء الذي قد يخرج منها ويفضح فعلتها..
وبعد أسبوعين.. وهذه هي المرة الثالثة. من هكذا "موعد مُضاجعة".. ولكنها كما أول مرة تذهب وكأنها تُجرّ.. وبعد كل "موعد" تشعر بالخطر الحقيقي الذي لا يزيدها إلا اقداما.. وجسارةً، ففي هذا اليوم زوجها لم يذهب للعمل.. مع ذلك خرجت لموعدها، مُتعللةً بالذهاب للتسوق.. وقد أسرع الزوج خارجا على إثرها، يُلاحقها مع أنها أخبرته، بأنها ذاهبةً إلى.. السوق، وقد أراد الزوج أن يرى السوق الذي تذهب إليه زوجته في الأسبوعين ثلاثة مرات ! وصباحاً !!
تفاجئ بها.. بسرعتها.. ونفاذ صبرها.. في كل شيء تفاجئ، ولم يُقدم على الاقتراب من العمارة التي دخلت إليها زوجته.. لكنه اوجس ما قد راوده منذُ.. وقف كالذي سُحب منه دمه، وغُصب على شربه.. أنتظرها ساعةً كاملة، وخلال هذه الساعة "الأبدية" كان قد حُصر فكره في جهةٍ واحدة، وهي: خيانة الزوجة.. وشرفه الذي لُطخ بالعار.. وكان في أول تلك الساعة يُطمئن نفسه، بأنها حتما تزور إحدى صديقاتها.. أو أنها تفعل ايّ شيء إلا الخيانة. ولكن ها هي تخرج ذابلةً.. مُظلمه.. انكرها في أول الأمر، لم يتعرف إليها.. كأنها خلعت ملابسها وارتدتها بعجل، هكذا خُيّل إليه.. بقعة ماءٍ رآها واضحة أسفل حوضها، و... ظَهر لها، مُمسكا بيده سيخاً حديدياً يلونه الصدى.. صُعقت من ظهوره بهذا الشكل.. وهل كان لشكل آخر أن لا يصعقها ؟! وقفت ترتعد.. وارتسم على وجهها تعبيرٌ مؤلم.. عاجز.. تقدم إليها بسرعة كأن الثواني كفيلةً بأن تجعله يهربُ منها لا خوفاً بل.. لا يعلم.
ضربها بالسيخ على جمجمتها.. ورنّت الضربة في الهواء، ورشّ دمها دفعةٌ واحدة كأنه كان فائراً.. محشورا.. زائداً في رأسها !
وما أن تهالكت تحته على الأرض.. لم يفعل الزوج شيئا سوى النظر.. والانتظار. من أعلى العمارة حيث شقة الشاب.. الذي لم يزل عاريا إلا من ملبسه الداخلي.. كان المشهد من خلال النافذة "مُحير"، ارتسمت الحيرةُ على وجه الشاب الذي عبّر وجهه عن ألمٌ وشفقة.. ولكن احتقاره واشمئزازه منها لم يَزل.. فرائحة عطرها.. وانفاسها تعبق في المكان، صوت انينها يتردد في مسمعه.. بعد أن تهالكت على الأرض نازفةً لتموت.. أعاد الستارة لوضعها السابق، ووضع سماعات أذنيه.. واتصل بحبيبته التي رنّت عليه منذ الليله البارحة عشرات المرات.. وبعد دقائق قليلة ضَحك الحبيبيّن.. وأُعتقل الزوج ونُقلت جُثة "ميمي".
هاشم عبدالله 2017/11/15
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق