الأربعاء، 29 أغسطس 2018

رسالة لمجهول..



مرحباً
في هذه الليلة أنا وحيد. مُش حزين، فقط وحيد منذُ أن أدركت وبدأت وفعلت.. عدة أمور. 
مُؤخرا صرتُ أرى الناس (كُلّهم) بعين الشفقة والاحتقار الممزوج بالحب والبُغض..
هُم (جميع الناس) مُجرد أطفال سُذج.. يعيشون أحلام يقظه ويُواجهون الحياة بروح طفولية.. يُرعبهم الغد لأنهم لا يعيشون اليوم.
تخلّوا عن (الروح) وتمسكوا بالجسد. يَخافون على ما في أيديهم لأنهم ينظرون بنهمٍ إلى ما لا يملكون.
ولأنهم يجهلون أنفسهم، يحكمون على غيرهم ويُقيّمون ويُنظّرون و.. قد لا أكون إلّا ما لا يُرضيني !
لأنني إذا رضيتُ صرت تمثالا لا حياة فيه.
من ذا الذي قال بأن الليل سَكنٌ وراحة ؟
ما الليلُ إلّا شيطانا.. يصحو الشيطان ولا أراه !
وهل يستحق الشيطان هذا الوصف اللعين ؟
أنا الذي سيدكُّ ما هو على وشك الدمار.
سأُضحك الذي يكاد قلبه ينفطرُ من اليأس.. وسأُبكي الإنسانية. سأجعل من المأساة أضحوكة، وسأبني تمثال "المُبتسم على أنقاض العُمران".
سأفعل من الفوضى جمالاً. ولوحتي التي ارسمها، هي لطخاتُ دم الطفل الذي إنهار سقف بيته عليه وهو نائم..
رَسمتُ من تلك الدماء وجهاً قبيحاً، فعيناه مُتباعدتان، وفمهُ فاغرٌ ومنفوخٌ وفيه سنّان فقط.
وجهٌ يجعل الناظر إليه، يحسُّ بأن في الحياة ما زالَ.. لا أعلم !
فما الذي بقيّ لنا ؟ وفلسطين صارت كيان ؟ والقدس قبل أيام صارت عاصمةً للكيان ؟  القدس هي يافا وحيفا وعكّا.. هي الجليل وصحراء النقب.. لكننا سلّمنا يافا فوضعنا رقابنا التي لن تُقطع (وليتها قُطعت) بل ستُداس كل حين بنعلٍ يرتديه جبانٌ رعديد (ليته شُجاع).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق