الخميس، 16 أغسطس 2018

هل يُمكن للانفصال (العاطفي) أن يكون ودياً ؟



"حبيبتي إحنا لازم نترك بعض.. حبيبي خطبتي الأسبوع الجاي.. حبيبتي أنا أموت فيكِ بس الحياة قاسية على الاحبة(بصوت رقيق).. حبيبي صارلك دهر تحكيلي رح اتقدملك.. حبيبتي متى رح تتقدملي لأن خُطّابي وطالبي يدي كثروا.. حبيبتي إنتي ليش ما تفهميني "واللهِ أحبك" وودي اتزوجك ونعيش مع بعض بس الظروف والواقع ضدنا"، تعددت الأسباب والنتيجة واحدة.. علاقة "حُب" على اعتبار إنها دامت لوقتٍ طويل..تنتهي، ولابد من "إنكسار" قلبيّ طرف العلاقة أو أحدهما.. والله يعين الذي كان صادقا، تلك الحالة من "النهاية" غير السعيدة التي صارت قدرا يُلاحق مُعظم علاقات الحب، هل من المُمكن تفاديها على الأقل ؟وما الذي نخسرة بالتحديد مع الإنفصال؟ وليش تبدو تلك الخسارة وكأنها خسارة للنفس قبل الآخر الذي يتأهب للرحيل ؟

سؤالٌ إستباقيّ؛ هل بالفعل كانت العلاقة/الرابطة موجودة ام أن وهم العلاقة كان هو المعيار لأجل الشعور بالأمان على سبيل المثال ؟؟

ضحيةٌ وجلاد !

كمشهدٍ درامي، أبطالٌ (شاب وفتاة)، أحبّا بعضهما بقوةٍ وفجأة وفي الحلقات الأخيرة، وفي مشهد تختلط فيه الوجوه الحزينة الدامعة بلحنٍ موسيقي حزين بل كئيب، ينتهي كل شيء، وتبدأ المُعاناة الأبدية للبطلين، هكذا يميل عقل الإنسان لتصوير "حَدث الإنفصال"، الضحية هو الطرف الذي تعرض للخذلان والخديعة، والجلاد هو الطرف القاسي الذي كان يلعب ويتسلى ومن ثم بدأ بكيل الأعذار والأسباب.
نادرا ما يتحدث المُنفصلون "عاطفيا" عن بعضهم بطريقةٍ "مُحترمة"، غالبا ما يعيش أحدهما أو كلاهما دور الضحية الذي تعرض للانكسار والخيانة، وبالتالي يجد "الضحية" التبرير الذي يحميه من ايّ شعور بالذنب أو تأنيب الضمير لاحقا.

قد يكون "الإنفصال" هو الحل الأمثل، لعلاقة صارت صعبة.. لا يمكن تصويبها.. مُعالجة مُعضلاتها.. ومع ذلك يكون الإنفصال هو الأصعب والأسوأ دائما..
بحسب تقرير لإفادات تقدم بها عدد من الأشخاص الذي عايشوا الإنفصال العاطفي.. تقول "فاتن" التي انفصلت عن حبيبها بعد اربعة سنوات من علاقة حب قويّة بحسب وصفها.. تقول:"أنا حزينة على كل الوقت الذي ضيّعته معه"، وأفادت بأنها تغيّرت كثيرا وبذلت الكثير من الجهد للحصول على إعجاب شريكها، ولكن تركها لأنه أحس بـ "الضجر" من علاقتهما.
"فاتن" تقول بأنها ارتاحت من عبئ العلاقة معه، ولكن تشعر في الوقت نفسه بالضياع والخوف، وهي تضع اللوم عليه لأنه حملّها أمور كثيرة كانت تفعلها لأجله، وهي الآن ضحيّة تلك العلاقة التي لا تدري ماذا تسميها..
المُحلل النفسي "روبيرت فايرستون"، يقول بأن "الرابط الوهمي" مع الطرف الآخر، هو السبب وراء الشعور بالانكسار والخسارة الفادحة، ذلك الرابط غير الحقيقيّ الذي ظَهر أساسا من حاجة غريزية لدى الإنسان من أجل الشعور بالأمان "المفقود" وبالتالي يبحث عنه لدى الطرف الآخر، وبسرعة اندمج في ذلك الشعور الذي توفر وصار ممكنا، وصار التفكير بالانفصال ضربٌ من الخيال، وعندما صار الخيال حقيقةً ذاب وامّحى ذلك الرابط الوهمي وأخذ معه الشعور بالأمان ليرجع "الضحية" لحالة الخوف والضياع.
ربما الخسارة تكون خسارة للذات وليست خسارة شخص، وقد تكون الحاجة للشعور بحب الآخرين وقبولهم من أسباب الألم الناجم عن الإنفصال، كونه يُعزز فرضية "عدم استحقاق الحب والقبول" من الطرف الآخر.
وبجميع الأحوال فإن للعلاقات الإنسانية روابط لابد من وجودها لتبقى قائمة.. اهم تلك الروابط "الحب الحقيقي" الذي يقبل من خلاله طرفي العلاقة بعضهما كما هُما..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق