الثلاثاء، 4 سبتمبر 2018

ذُهان.. (قصة قصيرة)

كنتُ أمشي بممر مستشفى فارغ، الممر طويـــل ينتهي بباب مُغلق.. شبابيك الممر كانت بيضاء.. كيف أشرح؟ يعني زُجاج الشباك مش أبيض، لأ عادي بس.. اللي ورا الزُجاج يبدو كالثلج والضباب!.
كيف عرفت إنني بمستشفى وكيف دخلت وليش؟ مش عارف!
وقّفت فجأة بدون سبب، عن يميني شُباك غرفة.. عمليات او عناية مُشددة، كنت واقفا انظر مع الشباك.. أرى شخص نايم على السرير داخل الغرفة، وحولهُ طبيب وأربعة أشخاص.. لمّا حدّقت النظر جيداً، رأيتني أنا الشخص النائم على السرير! مع إني واقف عالشباك!
الأشخاص الذين يقفون حول ذلك الشخص، يبدو عليهم القَلق والترقب.. واضح هذا الأمر على وجوههم وحركاتهم.. لم أعرف أيَّ واحد منهم، وهم لم ينتبهوا إليّ عندما "طربقت" على الشُباك، طربقتُ بكلِّ طاقتي وعصبيّتي التي إنبجست مني بشكل مُفاجئ، بعد ما كنت هادئ ورايق! طربقتُ لعلّهم ينتبهون لوجودي!
بعد ما فقدت الأمل، بأنهم سينتبهون لي، تحركت وصرت أبحث عن باب تلك الغرفة.. اللعينة!
وجدت الباب، وقد كان مُقفلاً.. طرقت عليه بلُطف.. طق.. طق..!
إختفى كلّ شيء، أقصد عصبيّتي وحَنقي المسعور، وهدفي في الدخول او لفت انتباههم.. عُدت للسير في ذلك الممر ووصلت للباب المُغلق في آخر الممر.. فتحته، ووجدتني خارج.. المُستشفى! الأمر بهذه السهولة!!
بدأت أبحث عن دلائل/علامات، تدلُّ على إن المكان الذي خرجتُ منه للتو "مُستشفى"، مثلا؛ لافتةٌ، مُمرضين، أطباء، مُراجعين وأُناس يسيرون بإزدحام.. لم أعثر على شيء، فقط فراغ، وهدوء غريب ومُستفز..! رأسي كان فارغٌ/مُمتلئ!
الفراغ كان بمُقدمة الرأس، والامتلاء كان بمُحاذاة الأذنين..!! وكنت أحس كذلك بإنكماش يبدأ من أسفل ذقني نزولاً حتى ساقيّ!!
-أسمع.. هيه.. نسيت شو؟
-شوو؟
-إنت اللي..  أنا وين؟ أقصد هذا المبنى مستشفى؟ 
ضَحك كأنني تحدثت إليه بنُكتة! وتصاغرت عيناه، وأبتسم فمه من جهة. اليمين.. وحرّك فكيّه، ليتحدث.. تحدّث كثيرا.. لم أفهم كلمةً واحدة.. ولا كلمة! الّا:"آآآه مُستشفى، شكلك من المرضى.. هاه.. الله يشفيك ويعافينا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق