2016/9/25
ما زلتُّ أذكر تفاصيل ذلك اليوم.
كان الخبر واضح: مقتل الكاتب الأردني ناهض حتّر أمام قصر العدل في عمّان.
لم أكن اعرف ناهض، ولكنني كنت أعرف بأن أحدهم قُتل بسبب "صورة" يومها تراجعتُ أكثر من مرة وأردت أن لا أدخل إلى الفيسبوك إطلاقاً، لأنني سأرى "المُرحبون.. المُكبرون" لمقتل صاحب الصورة التي أساءت لذات الله، مُستبشرين بالقَصاص ولو في دخيلتهم، ولو أنكروا فعل "القاتل الرسمي"، أيقنت بأن الجميع قَتلةٌ لولا بقيّة الخوف وإدّعاء الاحتكام للقانون.
وبأن القاتل الرسمي ما هو الا مُسدس كان في يدّ "مُعظم الشعب" ورئيس الوزراء ووزير الداخلية آنذاك.. إذ كيف يقوم رئيس وزراء برفع دعوى (اساءة للذات الإلهية وإثارة نعرات طائفية )ضد مواطن ؟ ويُسجن ذلك المواطن بإيعاز من وزير الداخلية لأكثر من شهر بسبب "صورة" شاركها على صفحته الشخصية ؟!
ترددتُ، لأنني سأعرف -كانت حقيقة صادمة- بأن مُعظمنا نصبّوا أنفسهم وكلاء لله على الأرض، وآمنوا بأن الله لهم فقط، وبأن مُعظم الذين أثارت تلك الصورة حفيظتهم واستحثّت هرمون الداعشية فيهم لا يَرون الله الّا كما بيّنته تلك الصورة..!
فيما بعد أدركتُ دور الإعلام في شيّطنة الأشخاص، وإثارة "الغوغاء" بمُجرد إنتقاء عنوان "عاطفيّ" لخبر لا يتحرّى أي موضوعية ومهنيّة في الطرح الإعلامي..
وبأن ناهض حتّر كانَ "مُزعجاً" للسُلطات ومُربكاً لحالة الركود الشعبي والصمت الحِراكي. لا أعلم وقتها لماذا تذكرت حادثة ثُريا وجمانة السلطي وقبلهنّ حادثة الشرطي أحمد الصبيحي ؟
ولا أعلم ما السر في معرفة قيمة الأشخاص بعد موتهم ؟ أم أننا -رُغماً عنّا- نُقدّس الأموات ولا نعرف قيمة الأحياء ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق