الاثنين، 17 سبتمبر 2018

ذات يوم..

عامٌ مضى. أوقاتٌ عصيبة/جميلة/صعبة/سهلة ولّت.. وها انا ذا أجلسُ في ذات المكان أرى العالمُ من حولي يسيرُ بسرعةٍ ودقةٍ ونظام، والفوضى/الاسئلة في داخلي تتصارع كالثيران الهائجة.. 
تُرهقني هذه الوجوة بشتّى تعابيرها. أرتعبُ جداً من هذا الواقع المجنون وأرتدُ إليّ ولا أجد سوى الخواء..
ما سرُّ هذا الحِراك البشريّ ؟ كيف لي أن لا أتحول (رُغماً عني) لآلةٍ صمّاء تتحرك وتتحرك..
الطفلُ في داخلي لم يكبر ! 
ما زلتُ إبتسمُ للوجوه العابرة والجُدران وعامود الشارع، 
ما زلتُ إنتظرُ من الآخرين التعاملَ معي على هذا الأساس الطفولي !،
يُرعبني الرفض/الإنكار/الصوت العالي/التكشير/الابتسام، ولو أنني "طفلٌ حقيقيّ" لبكيت ملأ فمي.. لوددت أن أُعطى ما أُريد بسُرعةٍ وامتنان لأنني قبلت الأُعطية!، 
نعم أعلم بأن هذه الحياة لا ترحم الضعفاء والأطفال الذين لم يكبروا بعد.. وعليّ أن اتماهى -ولو بشكل قسريّ- مع حقيقة "يجب أن تكون صَلباً/كبيراً" لكي تحيا..!
لطالما وجدتُ نفسي عالقاً هُناك في كومةٍ من "المِحن" وانتشلتني منها ورجعتُ إلى الطفل في داخلي ووجدتهُ ضاحكاً عليّ.. كان الأولى بي أن لا أُقارنَ بيني وبين الكِبار حتى لا أضيعُ في بحر الظلام وأركب سفين الحياة مُتسلحاً بقواعد الكبار ومخاوفهم..!

وأنا جالسٌ الآن في مكان.. حَسناً هو: موقف انتظار الحافلات. 
لا أنتظرُ أيّ حافلة، وبدأتُ اختنق (حرفياً) من عوادم السيارات ورائحة المدينة الخانقة، ماذا أنتظر ؟ لا أدري بالضبط، ولكن "حركة الحياة" أمامي اوقفتني هُنا.. كأن قيّداً ما شلّ اركاني عن الحركة.. ولستُ قَلقاً من تأخري عن الموعد، ولم أشعر بالاغتراب كوني ثابتا وما حولي يتحرك ولا يهدأ.. أشعر فقط.. هي عدة مشاعر تُحاصرني الآن، كالحزن والسعادة والطمأنينة والخوف واليأس؛ كيف لي أن أحتمل تناقض مشاعري ؟ لا بأس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق