الأربعاء، 12 سبتمبر 2018

قراءة للواقع..

تسودُ حالةٌ من اليأس والقنوط وبذل الجُهد الذاتي الذي يتلخص في السعي وراء المصلحة الشخصية والنظر للأمور بشكل عام بمنظور شخصيّ ضيّق.

"أزمة ثقة"، تفتك في العلاقات، سواء بين الأفراد داخل المُجتمعات او بين الحكومة والشعب. 

الأجيال تتكرر وتتشابة، فجوةٌ عميقة بينها وتكاد تنعدم لغة الحوار ما بين الآباء والأبناء من جهة وبين الأفراد ضمن المجتمع او البلد الواحد، وينتج عن هذا كلّه نتائج (كارثية) مثل:
تفشي الانحراف والجريمة، التعصب والانغلاق وعدم الإنتماء للوطن الكبير بسبب عدم الإنتماء للبيت والأسرة والمجتمع المحلي، زيادة نسبة الأمراض الجسدية/النفسية المُزمنة، وتتحول الحياة بلا قيمة ومعنى سوى مُحاولات للوصول لأقصى حد من الإشباع الذاتي الذي لا يحصل أبداً.

الخوف ينبع من الشعور بعدم الإستقرار، ويُؤدي للقلق وعدم الهدوء والقُدرة على التركيز؛ لماذا نخاف ؟للخوف أسبابٌ كثيرة، منها:
1-التعلّق الشديد بالأشياء، ورغبتنا المُلحة بعدم الفقد والخُسران.
2-التنشئة المُجتمعية/الأُسرية التي تغرس في أعماقنا الشعور بالنقص والحاجة.
3-إنعدام أو قلّة الثقة بالنفس.
4-الأنانية المُفرطة والشعور بعدم الإنتماء....، الأنانية تأتي من تعاملنا مع الحياة خارج بيوتنا على أساس التنافسية والرغبة الدائمة بالانتصار ماديا/معنويا على الآخرين.
الشعور بعدم الإنتماء، ينغرس في النفس كبذرةٍ تبدأ في النمو ببطئ لكنها مُستمرةٌ في النمو، لأنها تحصل على غذائها (الماء) بشكل دائم دون إنقطاع: كالخوف الذي لا أدري ما أُسميه لكنه لا يُشبه الخوف العادي، إنما هو خوفٌ من الحياة..! كيف تموت تلك النبتة وقد نَمت في تُربةٍ خَصبة وهي "الطفولة" ؟ 
"الخوف" يقتلنا بصمت.

الأسلوب التربوي من البيت/العائلة/المجتمع إلى المدرسة ومن ثم الجامعة، في ذلك الأسلوب يوجد خَللٌ فظيع، يُخرج إلى الحياة أُناس مملؤون خوفاً وعُقداً.
وفي واقعنا الحياتيّ (السيء غالباً والمليء بأسباب التراجع والتخاذل والخوف)، أحدنا يجدُ نفسهُ قابعاً في سجن ضخم لا يدري كيف ومتى دخلهُ ؟ وما هي جنايتة ؟ قد تكون الجناية الوحيدة هي: الحياة!

 أنا أعلم الآن بأن الحكمة الوحيدة القريبة من الواقع، تخرج من أفواه  ما نحسبهم "سُذج"، وهي الأمل الوحيد للنجاة. الشجرة تكبر وتنمو ببساطة، وأجدادنا عاشوا حياتهم وماتوا هكذا ببساطة. هذا هو سر الوجود. أكتب لأحيا، لأبقى مُتماسكاً في هذا "الوهم" الصريح والمعقول...
أكتب الألم والفَرح، الموت والحياة. 
أنت تخوضُ حرباً ضَروس إذا ما صحوتَ بين النائمين، لماذا ننامُ هكذا ؟ ولماذا الاستيقاظ هو الغريب/المُستهجن في الأمر ؟
كُلّ ما أحتاجه هو الإنتصار على الفشل (الخاص بي)، نعم إنني أشعر وكأنني بركة ماء بلا روافد وحرارةُ الشمس تُحاول تجفيفها كل يوم.
ما هذه الحياة سوى مُحاولات، فإما أن تنجح او تنجح بعد فشل لا خيار ثالث، قد يكون نجاحنا في تجاوز العَقبات أكثر من تحقيق الأهداف/الطموحات، لكنهُ نجاحٌ حقيقي وخيّر...
نتخيّل ونُصدم من الواقع، لماذا لا نحيا ببساطة ؟
البساطة تتناقض مع واقعنا ونمط حياتنا.
هل نحن أقوياء ام ضعفاء ؟
الوهم... نطمئنُ للوهم ونتبعهُ، مُطأطئي الرؤوس!.
العذاب الحقيقي هو التفكير خارج الصندوق، لا خيار لك سوى الغوص في ظُلماتٍ بعضها فوق بعض....
في الظلام أتخبط... هُنا في هذا العالم (المُظلم)، يُصبح العقلُ قاتلاً..
ستنتصر في كل معاركك، متى ما تجاوزت خوفك وخُذلانك لنفسك..
هذه الحياة بسيطة، وعقلنا يُعقدّها ويجعلها مُخيفة.
2018/6/23

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق