الاثنين، 3 سبتمبر 2018

الشيء المُهم! (قصة قصيرة)

حدّث نفسه:"هي.. اي والله هي!" 
ونادى:"إنتي.. أنا.. كنت رح أحكيلك شغله مُهمة بس... نسيت! لا تفكريني أخفف دمّ.. صدقيني كنت ودي أحكي.. بس نسيت" ما عبّرته او لعلّها لم تسمعه..
وراحَ يُحدّث نفسهُ:"نسيييت.. صاير معي زهايمر!! يمكن إرتبكت، خَلص المرة الجاية رح احكيلها كل شي.. أنا ترددت.. خفت آه أنا جبان خويف.. واتهمت الزهايمر، عشان ما أعترف بترددي وخوفي.. طيب بلكي ما سمعت ؟ او سمعت وما تقبلّت كلامي(طنشت.. كسحتني.. ما اهتمت لي)، طيب وبعديين؟"
واستأنف حديثه لنفسة مُجدداً:"طيب.. لو فعلاً إتقبلت كلامي.. هل أنا رح أكون قدّ هالكلام؟ قدّ العلاقة؟ ليش لازم أعلّقها بي.. شو يلي جذبني إلها، شكلها، طريقة كلامها، لون بشرتها وجمالها.. ولا تفكيرها.. خلّص أنا لازم أكلّمها بأقرب فرصة..".
ومرّت الأيام والشهور، وخلال تلك الشهور كانَ صاحبنا(كلّ يوم)، يفوت حساباتها.. على الفيسبوك ليقرأ بوستاتها وردودها على التعليقات، حتى الـ"About" مع أنه حافظ معلوماتها الشخصية جيداً.. وعندما يدخل لحسابها "الانستجرامي" يصطدمُ بالفراغ(كون حسابها خاص!).. لم يُحدثها يوماً، وكان أول وآخر لقاء بينهما ذلك الذي ذكرته قبل قليل!.
كان يُراقبها.. يتأملها.. دون أن يجرؤ على الاقتراب منها.. وعندما تجرأ لأول وآخر مرة، ما كان يعرف ما هو الشيء "المُهم" الذي يريدها أن تسمعه منه؟ تحوّل لأبله.. لصنم.. وضاقت به الأرض بما رحبت، وهي تقف أمامه مبهوتة.. مُرتبكة.. مُحمرطة/مُتعرقة الوجه!.
هو كان "يتوّهم" إنها منتبهةٌ لهُ، بأنها تُدرك وجود ذاك العاشق المُتيّم! فكان يتصنع ويبتكر أشكال ومظاهر وحركات يعتقد بأنها تروق لفتاة أحلامه/اوهامه! (بس الظاهر كاينه ما هي داريه عنّه!).
بعد ذلك اللقاء/الهجوم السريع بينهما، هي تصوّرت بأنها قابلت للتو مُتحرش او اهبل او مُتطفل.. كُلما تذكرت ذلك الموقف تبتسم وتتسائل وما تعرف شو هو الشي "المُهم" الذي أراد أن يقوله ذلك الشخص!
*****
كالعادة، صاحبنا يفتح الفيس بوك على صفحتها:"قبل ساعة.. تمّت خطبتها"، ما صدّق طفّا التلفون، ورجع شغله.. تردد من الدخول مُجددا على الفيس.. قَرر اخيراً.. لم يتغيّر شيء! ردد في نفسه "يُمكن أحلم او اتخيّل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق