الأربعاء، 5 سبتمبر 2018

مُتلازمة ستوكهولم (قصة قصيرة)

ن.ك موظفة تبلغ السادسة والعشرون من العمر.

"ياااه مسرع الأيام! قبل سنة توظفت هون.. ولسّى.. ما حدا خطبني..(وامسكت مرآتها وبدأت تتأمل بوجهها)... متى ؟ ليش طيب؟(وتُبحلّق أكثر في المرآة.ّ وكلّ يوم تسأل نفسها تلك الأسئلة).. شو ناقصني؟ يعني شغلتي أبارك واستنى عريس الغفلة ؟"

تغيبُ تلك التساؤلات في لحظة.. عندما تنهمكُ في عملها.. في بداية مشوارها العملي هُنا، تعرضت صاحبتنا لكمّ هائل من الصعوبات والتحديات.. إذ وجدت نفسها فجأةً، كغريبةٍ في مكان، يستهجن ويرضى على مَضض وجودها فيه، تلك الأمر تسببت لصاحبتنا بما يُشبه شعور أحدهم وهو يقفُ بسيارته في أزمة مرورية خانقة، واللي وراه نازل:"طوووووط"، ولا يقدر هالاحدهم إخبار ذلك "المُطوّط" بأن الذي أمامك كأنهُ أنتْ بالنسبة له!! والسيارة لا يوجد فيها تكييف وحالة الطقس موجةٌ حارّة..!

تصبّرت.. لأن الصبر هو خيارها الوحيد!
وأكثر ما كان يُضايقها، هو مزاجُ مُديرها المُتقلب.. المُتأجج كنارٌ مُوقدة.. خصوصا عندما "ينقذفُ" في القسم الذي تعمل به صاحبتنا.. حينذاك تشعر بالرعب والدمار الوشيك وكل ما هو سلبيٌّ وفظيع!

وهي تعمل في قطاع خاص، فعملها موقوفٌ على رئيسها! و أكيد على "تفانيها" والتزامها بالعمل..!
من خلال إنطباع صديقتنا، يبدو الرئيس كسجّان، يُقيد مساجينه، ويُذيقهم صنوف العذاب والتنكيل (مجازيا)!
(عموماً ما دمنا لم نُعايش ما عايشته صاحبتنا، يجب علينا أن لا نُنكر انطباعها ذاك ويحقُّ لنا بأن لا نُصدق).
...
بعد شهور قليلة من العذاب في حضرة الجلاد الرئيس(أعتقد شهرين)، بطبيعة الحال بدأت صاحبتنا تَألف أجواء الاحتقان والسخط الرئاسي الدائم، وتشعر (لا اراديا) بالرضى وأحيانا باللذة في تلك الأجواء!
..
في إحدى فترات استراحة الموظفين(قبل أيام).. كان نقاش الموظفين، يتمحوّر حول "تعامل الرئيس السيء معهم"، إستمعت صاحبتنا لهم.. لتهمهم وافترئاتهم على الرئيس، وعندما تحدثت دافعت عن رئيسها بثقةٍ وهدوء، (ورئيسها كرئيس أحد الدول المُجاورة، لا يُمكن إطلاقا الترقيع له).. وكانت تعتقد بإيمان راسخ بأنه بريء، وبأن زملائها يفترون عليه، وبأنه "يستاهل كل خير"، وهي تتحدث وحتى بعد انتهائها، كانت تشعر وكان رئيسها يسمعها.. ويعرف(لا يعلم إلا الله كيف؟)بأنها دافعت عنه.. فهي تستحقُ أن.. يُعاملها ويُعامل الموظفين، كبشر لا كآلات وعبيد، وبأن يَخلع عنه "دور السجان فقط"!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق